الصحوة – في خطوة مليئة بالتحديات والأمل، أعلن الاتحاد العُماني لكرة القدم تعيين المدرب الوطني المخضرم رشيد بن جابر اليافعي مدربًا للمنتخب الأول، ليقود مسيرة إعادة بناء المنتخب الوطني بعد إقالة التشيكي يورسلاف تشيلاڤي. رشيد جابر، ابن مدينة صلالة في محافظة ظفار، يجسد الحلم العُماني، إذ جمع بين البراعة الرياضية والعلمية؛ فقد وُلد في 16 فبراير 1964، ودرس الهندسة في الولايات المتحدة، ليعود إلى وطنه ويحقق نجاحات باهرة في مجالي الرياضة والهندسة على حد سواء.
بدأ رشيد جابر مسيرته كلاعب ضمن صفوف نادي ظفار، حيث كانت كرة القدم جزءًا لا يتجزأ من حياته. تألق مع النادي، حيث قاد الفريق لتحقيق العديد من البطولات المحلية وكان جزءًا من الجيل الذي حقق المركز الثاني في بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي في أواخر الثمانينات، ما يعد أول إنجاز خارجي يُسجل باسم كرة القدم العمانية.
بعد مسيرته كلاعب، انتقل رشيد إلى عالم التدريب، حيث تفجرت إبداعاته ليصبح واحدًا من أكثر المدربين العمانيين تحقيقًا للإنجازات. قاد نادي ظفار إلى موسم أسطوري في عام 1999، حيث فاز بالرباعية التاريخية: الدوري والكأس والسوبر والخريف. كما أعاد أمجاد نادي النصر في الأعوام اللاحقة، حيث قاده للفوز بالكأس والخريف في عام 2000، ثم واصل تحقيق الإنجازات بوصوله إلى نهائي الكأس ثلاث مرات متتالية، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أي مدرب آخر.
يُعتبر رشيد جابر مثالًا يُحتذى به في الإصرار والتفاني، حيث حقق العديد من الأرقام القياسية في التدريب؛ فقد أصبح أول مدرب يفوز بالكأس مع ناديين مختلفين متتاليين، ظفار في 1999 والنصر في 2000. كما أصبح أول مدرب وطني يتولى تدريب قطبي الكرة العمانية، ظفار والنصر، وأول مدرب يصل إلى نهائي كأس السلطان قابوس أربع مرات متتالية، في إنجاز يُعبر عن براعته وحنكته التدريبية.
وفي واحدة من أكثر محطاته توهجًا، قاد رشيد جابر نادي السيب في موسم 2022-2023 لتحقيق إنجاز تاريخي تمثل في الفوز بكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ليكون أول نادي عماني يحقق هذا اللقب، إلى جانب تحقيقه لكأس أم جي ووصافة كأس جلالة السلطان.
وفي أول تصريحاته بعد تعيينه مدربًا للمنتخب الوطني، أبدى رشيد جابر تفاؤله رغم التحديات الكبيرة، مؤكدًا أن المهمة ليست سهلة، لكنها مليئة بالأمل والرغبة في إعادة الروح والثقة للمنتخب الوطني. وعد رشيد بأن يكون العمل جادًا وإيجابيًا في التحضيرات للمباريات القادمة، متطلعًا إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي ترفع اسم عُمان عاليًا في المحافل الدولية.
كل الأمنيات بالتوفيق للمدرب العماني رشيد جابر ولمنتخبنا الوطني في قادم المحطات.