الصحوة- خميس الحراصي
تحتفل السلطنة في 31 أكتوبر من كل عام بيوم الزراعة، وهي مناسبة وطنية تعكس الأهمية التي توليها السلطنة للقطاع الزراعي كأحد الركائز الأساسية لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز التنوع الاقتصادي، ولما تمثله الزراعة من عنصراً جوهرياً،، بأبعادها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وخصوصاً في ظل الأهداف الطموحة التي وضعتها رؤية عمان 2040 لتحقيق التنمية المستدامة.
ويأتي هذا الاحتفال الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعام الزراعة في سلطنة عمان، وتم إقرار يوم الزراعة العماني لأول مرة في عام 2010م ، وأتى ذلك بقرار من وزارة الزراعة والثروة السمكية، وذلك في إطار اهتمام السلطنة بتطوير القطاع الزراعي والاحتفاء بالجهود المبذولة في هذا المجال، وكان الهدف من تخصيص هذا اليوم هو تكريم العاملين في القطاع الزراعي، وزيادة الوعي بأهمية الزراعة، وتشجيع الممارسات المستدامة، والمحافظة على البيئة.
وهو نفس العام الذي أعلنت فيه السلطنة “عام الزراعة”، إحدى المبادرات الوطنية الرائدة التي أطلقها السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – بهدف دعم القطاع الزراعي في سلطنة عمان، والتي جاءت ضمن رؤية استراتيجية ثاقبة لتعزيز الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، والذي يؤكد على أهمية الزراعة كمحرك رئيسي لبناء الاقتصاد الوطني، ودعماً مباشراً للمزارعين من خلال التوجيه والإرشادات الصحيحة ولتسهيل الحصول على التقنيات الزراعية الحديثة، وايضاً تحفيزاً لاستثمارات في مجال القطاع الزراعي، مما أسهم ذلك في تحقيق الإنتاج الزراعي في السلطنة، وتوسيع مساحات الأراضي المزروعة، وتعزيز الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات الزراعية.
ان يوم الزراعة العماني، يعتبر فرصة للاحتفاء بجهود القطاع الزراعي في السلطنة، وإبراز دوره في تحقيق الأمن الغذائي والمحافظة على الموارد الطبيعية، وتعزيز الوعي بأهمية الزراعة.
وايضا من اهداف هذا اليوم هو تسليط الضوء على إنجازات المزارعين وتشجيعهم على تبني الممارسات الزراعية المستدامة، لتعزيز الوعي بأهمية الزراعة والمحافظة على الغطاء النباتي، خاصة في ظل التحديات البيئية المتزايدة.
أن تخصيص يوم الزراعة العماني، يأتي كتتويج للاحتفاء بعام الزراعة ويوم الشجرة وتأكيداً لأهمية الاستدامة الزراعية والمحافظة على الموارد الطبيعية كجزء من الرؤية الوطنية للسلطنة.
ان يوم الزراعة العماني يرتبط بشكل كبير بالرؤية المستقبلية للسلطنة، حيث ينسجم مع الأهداف الوطنية لتعزيز التنمية المستدامة، والتنوع الاقتصادي، والأمن الغذائي لرؤية عمان 2040 التي ترتكز على تطوير القطاعات غير النفطية، ويعتبر القطاع الزراعي من الركائز الأساسية لتحقيق هذا التنوع، من خلال دعم الإنتاج المحلي وتطوير بنى تحتية تدعم الاستدامة.
إن الاحتفال بيوم الزراعة في السلطنة ليعزز الوعي المجتمعي بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية، واتباع الأساليب الزراعية الحديثة والصديقة للبيئة، ويشجع المزارعين على الاستثمار في التقنيات الزراعية المتطورة لتحسين الإنتاجية وتقليل الاعتماد على الواردات، والتي تتماشيً مع التوجهات الساميه لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ، لتحقيق رؤية عمان 2040، نحو دعم الابتكار وريادة الأعمال في القطاع الزراعي، وتطوير الاقتصاد الأخضر، الذي يحقق بزيادة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، ويساهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب وتعزيز الأمن الغذائي للسلطنة على المدى الطويل.
ويهدف يوم الزراعة العماني ويوم الشجرة العالمي إلى تعزيز الحفاظ على الغابات وزيادة المساحات الخضراء، ودعم مشاريع التشجير، والذي يعتبر كجزء من التوجهات الاستراتيجية لسلطنة عمان في مجالات البيئة والتنمية المستدامة.
وفي هذا الاحتفال تسعى سلطنة عمان تجديد التزامها بحماية البيئة وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الأشجار في حياة الإنسان والمجتمع العماني ، وكتعبير عن احترام الطبيعة وتقديرًا للدور الكبير الذي تلعبه الأشجار في تحسين جودة الهواء، وتقليل درجات الحرارة، ومكافحة التصحر.
كما أن تعزيز الزراعة وتوسيع الرقعة الخضراء يساهم في توفير الفرص الاستثمارية والتنموية للقطاع الخاص، مما يحفز ذلك على إقامة مشاريع زراعية، تعتمد على المنتجات الزراعية مثل الصناعات الغذائية وصناعة الأعلاف، وتعتبر هذه المبادرات جزءاً من الاستراتيجية الوطنية لتنويع مصادر الاقتصاد، حيث يشجع القطاع الزراعي النمو الاقتصادي غير النفطي للسلطنة، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.
ولتحقيق تلك الأهداف، وضعت السلطنة خططاً ومبادرات عديدة لتشجيع زراعة الأشجار، مثل إطلاق حملات وطنية للتشجير، وتقديم الدعم الفني والمادي للمزارعين، إلى جانب اعتماد أساليب زراعية مبتكرة تتلاءم مع الظروف المناخية المحلية، ومن أبرزها استخدام نظم للري الحديث، وتقنيات الزراعة المستدامة التي تقلل من استهلاك المياه، وتعزز من إنتاجية المحاصيل، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن الغذائي وتلبية الطلب المتزايد على المنتجات الزراعية.
وعلى الصعيد الاجتماعي، تساهم الأشجار في تعزيز ثقافة الزراعة والتشجير لافراد المجتمع العماني، حيث أصبحت نشاطات الزراعة والتشجير جزءاً من مبادرات المجتمع المدني، التي تعزز روح التعاون بين الأفراد والمؤسسات، وتؤدي إلى زيادة الوعي البيئي فيه، مما يحفز الأجيال القادمة على احترام الطبيعة والحفاظ عليها كأحد مصادر الحياة والاستدامة.