حصريٌّ لـ«الصحوة» – انطلق يوم أمس، الأحد ٣ نوفمبر ٢٠٢٤، موسم صيد “الصفيلح” في سلطنة عُمان، وهو موسم قصير يمتد حتى ١٢ نوفمبر فقط، قبل أن يُحظر صيده من جديد في إطار حماية هذه الثروة البحرية القيمة.
الصفيلح، أو ما يعرف بــ”أذن البحر”، هو نوع من الرخويات البحرية النادرة التي تنتمي لعائلة الـ( Haliotis)، ويشتهر بطعمه الشهي وفوائده الصحية المتعددة، مما يجعله أحد الكنوز الطبيعية التي تنتظرها الأسواق بحماس كل عام.
ويعد الصفيلح أحد الرخويات البحرية التي تعيش على الشواطئ الصخرية، ملتصقاً بالصخور تحت المياه العميقة، ويتخذ من التكوينات الصخرية الوعرة بيئةً مناسبة له، حيث يجد بين الأعشاب البحرية غذاءه ومخبأه.
وتشتهر سواحل محافظة ظفار، جنوب سلطنة عُمان، بوفرة الصفيلح، خاصةً على طول الساحل الممتد من مرباط إلى منطقة شربتات، ومن أبرز مواقع وجود الصفيلح مناطق حدبين بولاية سدح، حيث تعتبر من أكثر المواقع إنتاجاً، إلى جانب مناطق فوشي، وحاسك، وولاية مرباط، التي تتميز بساحل صخري شديد الانحدار، ما يوفر بيئة طبيعية مناسبة لنمو الصفيلح وتكاثره.
والصفيلح ليس مجرد طعام لذيذ وفاخر، بل يحمل فوائد غذائية وصحية عديدة بفضل غناه بالبروتينات والمعادن والفيتامينات المهمة، مثل فيتامين (B12) و(E)، كما يحتوي على السيلينيوم والمغنيسيوم، وهي معادن تساهم في تعزيز الصحة وتقوية الجهاز المناعي وتجديد الخلايا.
ويدعم الصفيلح من خلال عناصره الغذائية قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، بما في ذلك الوقاية من بعض أنواع السرطان، وتنشيط الإنزيمات المضادة للأكسدة.
ويُعد لحم الصفيلح منخفض الكوليسترول وغني بالمغذيات، ما يجعله مفيداً للصحة العامة وخاصة لكبار السن، فهو يساعد على تحسين الدورة الدموية وخفض ضغط الدم، ويعزز الوظائف المناعية.
وبسبب أهميته الاقتصادية والغذائية، تخضع عمليات صيد الصفيلح لرقابة شديدة في سلطنة عُمان من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، حيث يُسمح بصيده خلال موسم محدد فقط كل عام، بهدف الحفاظ على أعداد الصفيلح وضمان استمرارية تكاثره في بيئته الطبيعية، وهذا النهج يعكس التزام سلطنة عُمان بالحفاظ على مواردها البحرية والتوازن البيئي، وضمان توفر الصفيلح للأجيال القادمة.