حصريٌّ لـ«الصحوة» – أرسل سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي، مفتي عام سلطنة عُمان، رسالةً مؤثرة إلى الشاعرة بدرية بنت محمد البدرية، الحاصلة على جائزة كتارا لشاعر الرسول في عام 2021، هذه الرسالة جاءت ردًا على هدية الشاعرة بدرية بنت محمد البدرية، التي أهدت لسماحته ديواني شعرها المخصصين لمدح النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات رضي الله عنهن.
وهذا الإهداء عبّر عن تقدير الشاعرة لمكانة سماحة الشيخ، وجاءت كنوع من الامتنان والتقدير لرجلٍ يُعَدُّ مرجعية دينية وأدبية، وقد أثار هذا الإهداء مشاعر الشيخ الخليلي، فبادر بكتابة رسالة تقدير للشاعرة، مشيدًا بما حملته قصائدها من روح إيمانية عميقة ومديح نابع من الحب الصادق للنبي الكريم.
وخاطب سماحته الشاعرة بعبارات ملؤها الاعتزاز والاحترام قائلاً: “إلى الابنة العزيزة الشاعرة الناثرة شاعرة الرسول وكفى بها مكانة الأديبة النابغة بدرية بنت محمد بن علي البدرية حفظها الله تعالى…”، واستمر في التعبير عن امتنانه لها لما قدمته من مدائح نبوية زينت ديوانها، مُشيدًا بتفانيها في نصرة الحق ومقارعة الباطل.
وقد تضمنت الرسالة دعواتٍ نابعة من قلب المفتي الكريم، حيث دعا الله أن يحقق للشاعرة “الفوز الذي أسأل الله أن يحققه لي ولك ولكل عباده الصالحين”، مؤكدًا دعواته بالهداية والتوفيق وأن يجعلها “قدوة للصالحين والصالحات”، لم تتوقف كلمات الشيخ عند ذلك، بل أبدى إعجابه بما تناولته الشاعرة من قصائد تتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى حسها الوطني والإنساني.
وفي لمسةٍ إنسانيةٍ راقية، وعد الشيخ الخليلي بإهداء الشاعرة مجموعة من مؤلفاته، يتصدرها موسوعته التفسيرية “جواهر التفسير”، معربًا عن أمله بأن يُكمل هذا العمل العظيم رغم التحديات، معتمدًا في ذلك على توفيق الله وعونه.
من جانبها، عبّرت الشاعرة بدرية بنت محمد البدرية عن تأثرها البالغ بالرسالة، حيث نشرت تعليقًا على منصة “أكس” (تويتر سابقًا)، قالت فيه: “ما الذي قد تفعله رسالة؟ تحولك من إنسان يمشي على الأرض إلى نجمة في السماء… لا تعرف هل وهبتك أجنحة أم فتحت لك أبوابا على الجنة.” وأضافت: “هذه الرسالة حقها أن تُبرّوز وتعلق في صدر البيت؛ فهي من أبي سماحة الشيخ الجليل أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله ورحم أبي.”
تأتي هذه الرسالة لتعكس عمق الاحترام بين الشيخ الخليلي والشاعرة بدرية، مجسدةً ما تمثله هذه العلاقة الأدبية والفكرية من تواصل حقيقي بين العلماء والمبدعين، وموضحةً دور الأدب والشعر في تعزيز القيم الدينية والوطنية. كما تعكس تقدير الشيخ الخليلي للأدب الذي يُسخَّر لنصرة الحق، وتشجيعه الدائم لكل جهدٍ مخلص في سبيل رفعة الدين والوطن.
إن هذه الرسالة ليست مجرد كلمات، بل هي مشعل نورٍ يحمل بين طياته رمزيةً كبيرة، تُذكّرنا بقوة الكلمة وأثرها العظيم في رقي الأفراد والمجتمعات، وتدفعنا لنستحضر دور الأدب في مد جسور المحبة والإيمان بين الأجيال.