الصحوة – المهندس أحمد بن إبراهيم النقبي
في كل عام، تتجدد فينا مشاعر الفخر والاعتزاز ببلادنا الحبيبة سلطنة عمان، ونحن نحتفل بالعيد الوطني المجيد.
ففي هذا اليوم المبارك، نستذكر تاريخنا العريق، ونستعرض منجزاتنا الحاضرة، وننظر إلى مستقبلنا الواعد بإذن الله.
لطالما كانت عمان الحصن الحصين للخليج العربي والحارس الأمين له، دافعت بشجاعة عن أراضيه ومياهه، فعلى مر العصور كانت سدّاً منيعاً ووقفت صفا واحدا للدفاع عن هذه المنطقة الحيوية، وتصدت بكل قوة للغزاة والمحتلين.
وقد سجل التاريخ العماني الكثير من البطولات والتضحيات في سبيل حماية هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم والتي كانت دوماً هدفاً لأطماع الغزاة. ولم يقتصر دور عمان على الدفاع عن أراضيها، بل امتد ليقوم بدورًا بارزًا في نشر الاسلام والسلام والأمن في المنطقة والعالم.
فلطالما كانت عمان منارة للسلام والتسامح، ودعت إلى الحوار والتفاهم بين الشعوب. وقد لعبت دورًا محوريًا في العديد من المبادرات والجهود الرامية إلى حل النزاعات وتقريب وجهات النظر. فلقد كان الراحل السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه قائدًا حكيما وذو نظرة ثاقبة، قاد عمان إلى عصر جديد من التنمية والازدهار، وتميز عهده بالحكمة والاعتدال، وبناء دولة المؤسسات والقانون حتى استعادت عمان بريقها وتبوأت مكانتها اللائقة بين الأمم وأصبحت واحة للأمن والأمان ومقصداً للتحاور والتفاوض حول السلم والسلام.
أما السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله وأيده، فإنه ومنذ تولية زمام الأمور أكّد على السير على الخطى والنهج المبارك لسلفه السلطان قابوس رحمة الله عليه، وواصل مسيرة البناء والتحديث بحنكة ووجه دفّة عمان للخروج بها من المصاعب الاقتصادية والتي اثقلت كاهل الدولة والمواطن ليسير بها الى بر الأمان والرخاء مؤكدا على أهمية الدبلوماسية العمانية، وتعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة.
مع كل هذا الإرث الحافل بالعطاء، فإن عمان تنظر إلى المستقبل بثقة وتفاؤل، فالشعب العماني، بقيادته الحكيمة، قادر على تحقيق المزيد من الإنجازات، والارتقاء ببلاده إلى مصاف الدول المتقدمة معتزّاً بهويته ومتمسكاً بالمبادئ والقيم الاسلامية الرصينة الممتزجة بالتعايش والتسامح وفي نفس الوقت الرافضة لكل أشكال العدوان وهدر كرامة الشعوب وتأييد حقها في الحرية وعدم الاذلال والاستبداد.
وها نحن إذ نجدد العهد والولاء لقيادتنا الرشيدة، ندعو الله أن يحفظ عمان وشعبها، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، نستشرف مستقبلاً اكثر اشراقاً والقاً فمع وجود رؤية عمان 2040، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وبناء مجتمع متماسك ومتعاضد متسلحاً بالعلم والمعرفة والعمل الدؤوب، فإن المستقبل يحمل الكثير من الخير واليمن لعمان وشعبها بأذن الله.