حصريٌّ لـ«الصحوة» – في زاوية صغيرة من منزل أسرة أحمد البلوشي، يقضي المعتصم، الطالب في الصف الثاني عشر، ساعات طويلة أمام لوحاته، يُحرك أنامله وكأنه ينقش أحلامه على ورق، وُلد المعتصم في 25 مارس 2007، ومع كل عام، نمت موهبته وكبرت أحلامه.
التقت «الصحوة» بوالد الموهوب المعتصم البلوشي، الفنان الشاب الذي لفت الأنظار بموهبته الاستثنائية في الرسم، والتي تُوجت بتوقيع سامٍ من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – على إحدى لوحاته، وكان اللقاء بمثابة نافذة أطللنا منها على عالم الإبداع الذي يصنعه المعتصم بدعم أسرته، وخصوصًا والده أحمد البلوشي، الذي حدثنا عن رحلة ابنه المليئة بالتحديات والإنجازات، وكشف لنا عن أحلام عائلته بمستقبل يُشرق بالألوان والإبداع:
شرارة الإبداع
يروي والده، أحمد البلوشي، قصة اكتشاف موهبة ابنه قائلًا: “لم نكن ندرك مدى إبداع المعتصم إلا منذ فترة قصيرة، كان يرسم وجوهًا وأشكالًا غريبة في البداية، ولكنني جلست معه ووجهته للتركيز على رسم الأشخاص والأشكال الحقيقية، ومع الوقت، أصبح واضحًا أن لديه موهبة فريدة، والآن، أرى فيه إمكانيات كبيرة وأحلامًا يمكن أن تتجاوز كل الحدود، ونأمل أن يتبنى أحد موهبته ليصل بها إلى آفاق أوسع”.
لحظة لا تُنسى
كان يومًا عاديًا في حياة الأسرة، التي كانت عائدة للتو من رحلة علاج مرهقة لابنتهم ميرال، “قبل يوم من التكريم، كنا في مستشفى خولة حتى الساعات الأولى من الصباح بسبب مرض أخت المعتصم ميرال، ومع ذلك، عندما وصلنا خبر التوقيع السامي من جلالة السلطان على لوحة المعتصم، نسينا كل التعب، كانت فرحة العمر، وشعور لا يُوصف أن ترى ابنك يكرّم بهذا الشكل السامي”.
ردة فعل المعتصم
وعن رد فعل المعتصم نفسه، يقول والده بفخر: “المعتصم فنان بطبيعته، وكان لديه يقين بأن رسماته ستنال إعجاب مولاي جلالة السلطان، وهذا التكريم أكد له أنه يسير على الطريق الصحيح، وأصبح أكثر إصرارًا على تحقيق أحلامه”.
رحلة التحدي والإبداع
في ظل مسؤولياته الدراسية، يخصص المعتصم وقتًا يوميًا لتطوير موهبته، “بعد الانتهاء من المذاكرة، أجده دائمًا يعدل أو يبدأ لوحة جديدة، ومن أبرز أعماله مؤخرًا، رسم صورة لجلالة السلطان والسيدة الجليلة، وهو عمل يعتز به كثيرًا”.
وعن الدعم الذي يتلقاه المعتصم، يقول والده: “بجانب جهوده الذاتية، تلقى معتصم دعمًا كبيرًا من المديرية التعليمية، وخاصة من الأستاذة صفية التي كانت تتابع أعماله وتشجعه على التطور”.
أما عن المستقبل، فإن الأب يحمل طموحات كبيرة لابنه: “أملي أن يشارك المعتصم في ورش فنية مع فنانين كبار، سواء محليين أو دوليين، ليكتسب المزيد من المهارات والخبرات، وأحلم بأن تكون لوحاته معروضة في معارض عالمية”.
رسالة الأمل
وعن رحلة الأسرة الإبداعية، يختم أحمد البلوشي حديثه برسالة تعبر عن الأمل: “المعتصم ليس مجرد فنان بالنسبة لنا؛ إنه تعويض عن كل الألم الذي مررنا به كعائلة، أرى فيه الأمل والطموح الذي نحتاجه، ونتمنى له التوفيق ليكون مصدر فخر لنا ولعمان كلها”.
هكذا تروي حكاية المعتصم البلوشي قصة إبداع وموهبة تنبثق من قلب التحديات، ليصبح مثالًا يُحتذى به للشباب العماني الطموح، ورسالة واضحة بأن الموهبة لا تحتاج سوى للدعم والإيمان لتحلق في سماء النجاح.