الصحوة – تعد بلجيكا واحدة من أبرز الدول التي ارتبط اسمها بصناعة الشوكولاتة الفاخرة، مما أكسبها لقب “عاصمة الشوكولاتة العالمية”. هذا اللقب لم يأت من فراغ، بل نتيجة إرث طويل من التميز في إنتاج شوكولاتة تحمل معايير صارمة ونكهات لا تُقاوم.
وبدأت رحلة الشوكولاتة البلجيكية في أواخر القرن التاسع عشر، عندما ساهم الملك ليوبولد الثاني في تطوير زراعة الكاكاو من الكونغو، ومنذ ذلك الحين أصبحت بلجيكا مرادفًا للجودة في عالم الشوكولاتة.
ورغم استيراد مكونات الشوكولاتة من الخارج، فإن السر يكمن في تقنيات التصنيع البلجيكية الفريدة؛ إذ يُشترط أن تحتوي الشوكولاتة البلجيكية على نسبة 35% على الأقل من الكاكاو النقي، دون استخدام زيوت النخيل أو الدهون الصناعية، ما يضمن نكهة أصيلة وملمسًا حريريًا.
وتضم بلجيكا أكثر من 2000 متجر للشوكولاتة، تنتج سنويًا نحو 172,000 طن من الشوكولاتة. ويُعد مطار بروكسل النقطة الأهم لبيع الشوكولاتة عالميًا، حيث يتم شراء كميات ضخمة من الشوكولاتة يوميًا من قبل المسافرين.
وزيارة بلجيكا لا تكتمل دون تجربة متحف الشوكولاتة “شوكو-ستوري” في مدينة بروج، حيث يقدم هذا المتحف تجربة مميزة تأخذ الزوار في رحلة عميقة عبر الزمن، لاستكشاف أصل الشوكولاتة وتطورها، بدءًا من زراعة الكاكاو لدى حضارتي المايا والأزتيك، وصولًا إلى العصر الحديث الذي أصبحت فيه الشوكولاتة رمزًا للفخامة والابتكار.
عند دخولك المتحف، تبدأ الرحلة من جذور شجرة الكاكاو، مع تسليط الضوء على الدور المحوري الذي لعبته حضارات أمريكا الوسطى في اكتشاف حبوب الكاكاو، وينتقل بك العرض إلى أوروبا، حيث تحولت الشوكولاتة إلى صناعة راقية بعد انتقالها عبر المحيط الأطلسي، وتُعرض مراحل تاريخية مفصلة، مع رسوم توضيحية ونماذج تفاعلية تجعل التجربة غنية وممتعة لكل الأعمار.
ويُعد العرض الحي أحد أبرز محطات الزيارة في المتحف، حيث يُشاهد الزوار صانع شوكولاتة محترف وهو يحضر “البرالين” البلجيكية الشهيرة أمام أعينهم، وهذا العرض لا يقتصر على المشاهدة فقط، بل ينتهي بتذوق قطع الشوكولاتة الطازجة التي تحمل بصمة الفن البلجيكي.
وإلى جانب مذاقها اللذيذ، تحمل الشوكولاتة البلجيكية، خصوصًا الداكنة منها، فوائد صحية عديدة:
• تعزيز صحة القلب: لغناها بمضادات الأكسدة التي تحسن تدفق الدم وتخفض ضغط الدم.
• تقليل مقاومة الإنسولين: ما يسهم في الوقاية من مرض السكري.
• تحسين صحة الدماغ: عبر تحسين الوظائف الإدراكية وزيادة التركيز.