الصحوة – نصر بن منصور الحضرمي
طرقت فعالية “رنين” البابَ لتعلن أنه حان الوقت لجعل مطرح العريقة مدينة قديمة لمسقط تنبض بالحياة من جديد.
في كل عاصمة تُعتبر المدينة القديمة إحدى الوجهات الرئيسية التي تجذب السياح، حيث تعكس الثقافة والتاريخ العريق للبلد. وتبقى هذه المدينة في ذاكرة الزوار، تاركةً انطباعًا جميلًا يشدّهم للعودة مرة أخرى. فهي ليست مجرد موقع سياحي، بل هي روح المكان، تجسّد الهوية والتقاليد التي تأسر الخيال.
المدينة القديمة، بعبق تاريخها، لم تُصطنع، بل كانت مركزًا يعجّ بالحياة. ومع إعادة إحيائها، يمكن أن تُبث فيها الروح من جديد عبر أفكار مبتكرة وخدمات تجعل السائحين يقضون أوقاتًا ممتعة ويصنعون ذكريات رائعة. إن خلق حياة مستدامة للأنشطة التجارية والثقافية في مدينة مطرح يتطلب تخطيطًا دقيقًا واستثمارًا جادًا. فهي تملك عوامل ومقومات، حيث يمكن للسوق العريق أن يتحول إلى مركز حيوي يجذب الزوار على مدار العام.
تحتاج مطرح إلى إعادة تخطيط عمراني شامل، يهدف إلى أنسنة محيط قلعة مطرح والواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس لتناسب مختلف شرائح المجتمع من صغيرهم إلى كبيرهم. كما ينبغي تخصيص مواقف سيارات تحت الأرض، مع تعزيز وسائل النقل مثل الترام وتشجيع المشي. فهذه الخطوات ليست مجرد تحسينات، بل هي ضرورة لإعادة الحياة إلى المدينة القديمة وإنعاش السوق والتجارة والفعاليات الثقافية المختلفة.
يلعب الوقت دورًا أساسيًا في هذا التحول. فأنسنة المدن القديمة تتطلب صبرًا وعناية خاصة، مع مراعاة الخصوصية التاريخية للمباني كالقلاع والأبراج والقصور. ويجب أن تكون عمليات الإنشاء دقيقة ومدروسة، تتناسب مع طابع المنطقة.
بين حلم رؤية ميدان مطرح، الذي فاز بجائزة صاحب السمو بلعرب بن هيثم آل سعيد للتصميم العمراني، وفعالية “رنين” التي تتألق بها بيوت مطرح هذه الأيام، هناك أملٌ يلوح في الأفق بأن إعادة تصميم سوق مطرح وما يحيط به ليصبح المدينة القديمة ليست مجرد فكرة، بل هي رؤية تحتاج إلى دعم مادي وإرادة قوية لتحقيقها.
إن مشروع إحياء المدينة القديمة في مطرح يُعد خطوة نحو مستقبل مزدهر، يسهم في تعزيز الهوية الثقافية، وإضافة قوية للسياحة، وإعادة الحياة التي طالما شهدتها مطرح في مختلف الحقب والسنين إلى هذه الجوهرة العُمانية.
فهل حان الوقت لتكون فعالية “رنين” بداية جديدة تعيد لمطرح عراقتها وحيويتها؟