الصحوة – تُجسِّد العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية نموذجًا فريدًا للتعاون والتفاهم الثنائي، إذ تمتد جذورها عبر التاريخ وتتأصّل في عمق الحضارات، وقد أضافت الزيارات المتبادلة على مستوى القادة زخمًا لهذه العلاقات، لتعكس روح الأخوّة والترابط، ومؤخرًا، كانت الزيارات النسائية الرفيعة المستوى بين حرم الرئيس المصري، السيدة انتصار السيسي، وحرم جلالة السلطان المعظم، السيدة الجليلة، دليلًا حيًا على هذه العلاقات الوثيقة، مشحونةً بمشاعر التقدير المتبادل وروح التعاون.
في 11 مايو 2024، زارت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم جمهورية مصر العربية في زيارة خاصة تُجسِّد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وحظيت الزيارة باستقبال رسمي مميز يُبرز مكانة سلطنة عُمان لدى مصر، حيث استقبلتها السيدة انتصار السيسي حرم الرئيس المصري بحفاوة في قصر القبة بالقاهرة.
شهدت الزيارة تبادلًا للآراء حول القضايا ذات الاهتمام النسائي المشترك، فضلًا عن زيارة السيدة الجليلة للمتحف المصري الكبير، حيث أشادت بما يحتويه من كنوز أثرية تُجسِّد الحضارة المصرية العريقة، كما تخللت الزيارة محطة إنسانية، حيث زارت السيدة الجليلة مستشفى سرطان الأطفال، في خطوة تُبرز القيم الإنسانية والتضامن مع الفئات الأكثر احتياجًا.
وفي 6 ديسمبر 2024، حطّت السيدة انتصار السيسي، حرم الرئيس المصري، رحالها في سلطنة عُمان في زيارة خاصة تُعمِّق أواصر الأخوّة بين البلدين، كانت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم في استقبالها لدى وصولها إلى المطار السلطاني الخاص، حيث ساد اللقاء جو من الودّ والتقدير.
وخلال هذه الزيارة، عقدت السيدة الجليلة وحرم الرئيس المصري لقاءً وديًا في قصر العلم العامر، جرى خلاله تبادل الحديث حول قضايا نسائية متنوعة وسبل تعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي بين البلدين، كما زارت السيدة انتصار السيسي المتحف الوطني، حيث اطّلعت على تاريخ سلطنة عُمان ومقتنياتها الأثرية التي تسرد قصة اللبان العُماني ودوره في الحضارة الفرعونية.
وتُبرهن هذه الزيارات على قوة العلاقات العُمانية-المصرية، التي ترتكز على احترام القيم المشتركة، سواء على المستوى السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي، وإنها جسور من التفاهم تُبنى ليس فقط بين الحكومات، بل بين الشعبين الشقيقين، لتستمر في تقديم نموذج يُحتذى به في العلاقات العربية، وبهذا، تُضاف هذه الزيارات إلى سجل العلاقات الثنائية المشرق، مُمهّدةً الطريق لمزيد من التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.