الصحوة -المصممة أمل الريامي
في احتفالاتنا الوطنية نلاحظ تعدُّد التصاميم التي تحمل لمسات لأزيائنا الوطنية وعندما نسأل عن هذه اللمسات يُقال بأنَّ هذا زيُّنا الوطني. هنا يجب أن نُعرِّف الفرق بين الزِّي التراثي للبلد والزي الشعبي.
قمت بزيارة لأحد المتاحف، وفي قسم الأزياء كُتب على أحد الأزياء المعروضة وصف “الزيِّ التراثي للبلد”، فقلتُ للمرشدة المتحفيَّة: هذا ليس بالزيِّ التراثي الخاص بالوطن!، قالت: نعم ولكن أردنا أن نطوِّرهُ، فقلتُ لها: إذن أصبح زيَّاً شعبياً، وليس زيِّاً تراثياً.
الزيُّ التراثي للبلد هو الأساس في تشكيل هُوية الأزياء في منطقتنا العربية، ويروي قصة وثقافة الوطن، وأصالته، فهذه الأزياء قد تعارفت عليها الأجيال السابقة، فحملت ذوقهم وقيمهم، كما انها اشتملت على سمات الهوية الوطنية التي توارثتها الأجيال جيلا بعد آخر، ليبقى إرثاً حضارياً نتفاخر بارتدائه في المناسبات الوطنية دون المساس بتفاصيله حتى لا يفقد قيمته المعنوية، وليصبح رمزاً من رموز الثقافة الاجتماعية في مجتمعنا العُماني، حاملاً في طيَّاته عبق الماضي وتاريخه، وهذا ما يُحتِّم علينا الحرص للحفاظ على هذا الإرث.
أما الأزياء الشعبية التي نراها في مناسباتنا العصرية فهي تختلف كل الاختلاف عن الأزياء الوطنية للبلد فهي مجرد فكرة لتصميم زيٍّ معيَّنٍ يوافقُ المناسبة مع إضافة لمسة من سمات الزيِّ التراثي الوطني، ومنها أخَذَ ملمحاً من الطابع الشعبي عند إضافته.
ويستوعب الزيُّ الشعبي إضافة أكثر من جزئية من حضارات أُخرى مختلفة على سبيل المثال: يمكن أن ندمج عدة ملامح تنتمي لثقافات مختلفة في زيٍّ واحد كالثقافة العمانية والسعودية والفلسطينية.
نخلصُ إذن بأنَّ الأزياء الشعبية ليس لها علاقة بالأزياء التراثية الوطنية للبلد، وإنما هي دمج حضاراتٍ مع بعضها البعض لتمثِّل هويَّةً معينة لمرتديها حسب المناسبة.
ومن هنا علينا معرفة صفات وسمات أزيائنا خاصةً في الوطن العربي؛ وذلك حتى نظهر الزِّي الشعبي بلمسةٍ عربية تلامس مناسباتنا الوطنية والدينية.