الصحوة – فوزية بنت عبدالله الشحية
نحتفي جميعنا كمواطنين مخلصين في هذه الأيام بمرور خمس سنوات على تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم. ففي الحادي عشر من يناير عام 2020، بدأت عمان صفحة جديدة في مسيرتها تحت قيادة حكيمة وواعية حملت على عاتقها أمانة البناء والتطوير.
ونجد أنه ومنذ اللحظة الأولى لتوليه الحكم، أطلق جلالة السلطان رؤية واضحة لعُمان 2040، وهي بمثابة خارطة طريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا فهي المرجع الوطني للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي لسلطنة عمان خلال الفترة 2021 – 2040 ومنها تنبثق الاستراتيجات الوطنية القطاعية والخطط الخمسية حيث ركزت الرؤية على تعزيز التنويع الاقتصادي، والاهتمام بالموارد البشرية، والنهوض باقتصاد المعرفة وتفعيل الحوكمة والأداء المؤسسي وتطوير البنية التحتية، وتعزيز دور الشباب والمرأة في المجتمع وغيرها من القطاعات الحيوية المهمة الأخرى حيث أن جميعها أهداف طويلة الأمد وتعد مقياسا لأداء الرؤية وتقييم التقدم المستقبلي والذي يساعد على وضع عمان في مصاف الدول المتقدمة .
و أيضا من المهم أن نشير إلى أنه في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية، أول ما عملت قيادتنا الحكيمة عليه تطبيق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية التي هدفت إلى تحسين الأداء المالي للدولة وتعزيز تنافسية الاقتصاد .
وحرصا من جلالته على تنمية مختلف محافظات السلطنة والإرتقاء بها دعما لأهداف الرؤية نجد أن تلك السنوات الخمس تميزت بالتواصل المباشر مع المواطنين حيث عكست زياراته للولايات ولقاءاته مع مختلف شرائح المجتمع حرصه على الاستماع لمطالبهم وتطلعاتهم والاستمرار في تنمية المحافظات ودعم المخصصات المالية لها ، وهو ما عزز الثقة بين القيادة والشعب.
والأهم في كل ذلك أن سلطنة عمان تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق حافظت على نهجها الثابت في السياسة الخارجية العمانية ، القائم على الحياد الإيجابي ودعم قيم الحوار والسلام، واستمرارها في لعب دورًا محوريًا لتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي من خلال الوساطات الدبلوماسية والتعاون مع مختلف الأطراف .
إن الذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم ليست فقط مناسبة للاحتفال، بل هي فرصة لاستذكار الإنجازات العظيمة والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا تحت قيادته الحكيمة وستظل عُمان، بقيادة جلالته، نموذجًا يحتذى به في الاستقرار والتنمية والنهضة المتجددة.