الصحوة – فوزية بنت عبدالله الشحية
استوقفتني عبارة وضعتها إحدى القريبات جدا إلى قلبي (امرأة مقاتلة وملهمة) ، على حالة الواتساب الخاصة بهاتفها (غياب الشفافية في القمة يؤدي إلى الانحراف في القاعدة ،جلست أكررها مرارا وتكرارا لأفهم ما تحمله بين طياتها من معاني ومرادفات وربما معاني مخفية وخاصة أنها ختمتها بعبارة نقطة في نهاية السطر أي أن الموضوع محسوم وغير قابل للنقاش والجدال بالنسبة لها ولا بد من معطيات لذلك أيضا فعبارات تخرج من مقاتلة ومستوى علمي وثقافي عال ومثال يحتذى به في هذه الحياة لا بد وأن لها من الأوزان ذلك الشأن العظيم.
وأنا أتفق معها في أن الشفافية أساسًا جوهريًا لنجاح أي مؤسسة أو منظمة، سواء كانت حكومية، خاصة، أو حتى مجتمعية. وعندما تغيب الشفافية في القيادة العليا (القمة)، تبدأ التحديات والتداعيات في الظهور تدريجيًا على المستويات الأدنى (القاعدة)، ويؤدي ذلك أيضا إلى خلق بيئة غير صحية تتسم بعدم الثقة، الفساد، وسوء الإدارة.
وعندما لا تكون القيادة واضحة وصريحة في قراراتها وسياساتها، يفقد الأفراد في المستويات الأدنى الثقة في الإدارة كما يتولد شعور لوهلة بأن القرارات تُتخذ بناءً على مصالح شخصية أو محاباة بدلاً من الصالح العام .
والأهم في كل ذلك أن غياب الشفافية يفتح الباب أمام الممارسات غير الأخلاقية مثل المحسوبية، التلاعب، واستغلال الموارد والسلطة وبالتالي نرى أن القاعدة التي تستمد سلوكها من القمة، تصبح أكثر عرضة لتكرار نفس الأخطاء والابتعاد عن المعايير الأخلاقية ،وبالأخص عندما نرى أن القمة تعتمد الغموض وقلة الشفافية، تتحول هذه السمات إلى جزء من ثقافة المنظمة وهذا الانحراف الثقافي قد يؤدي الى انهيار القيم الأساسية التي تحافظ على وحدة المنظمة وتماسكها.
وبالتالي أرى أن تحقيق الشفافية هو مسؤولية مشتركة تتطلب إرادة قوية من القيادة العليا وأفراد القاعدة على حد سواء بالتالي، الشفافية ليست خيارًا، بل ضرورة لتحقيق التقدم والاستدامة ، ومحاربة المخربين .