الصحوة – فوزية بنت عبدالله الشحية
مملكة البحرين هي تلك الدولة الجميلة التي عشت فيها عامين لدراسة الماجستير في إحدى الجامعات العريقة هناك والتي لاحظت وخلال تجولي في العديد من مناطقها وقراها وشوارعها وأناسها بأنها أحد الأمثلة الجلية على كيفية التوازن بين الأصالة والحداثة، فهذه الدولة الجزيرية الصغيرة في مساحتها الغنية بتاريخها وثقافتها تنجح في مزج موروثها التاريخي مع مظاهر التطور الحديثة لتصبح نموذجاً ملهماً للكثيرين.
تمتد جذور مملكة البحرين إلى القدم، فهي تحتضن الكثير من المواقع الأثرية التي تشهد على عريق تاريخها من هذه المواقع دلمون، التي كانت مركزاً للتجارة في المنطقة قديماً ومصدراً للثروة والازدهار ،كما تلعب الثقافة الشعبية دوراً مهماً في حياة المجتمع البحريني، حيث تظهر من خلال الفنون الشعبية والحرف اليدوية والتقاليد الموروثة مرورا بالأحياء السكنية والمعالم الأثرية هناك كباب البحرين الشهير بمحلاته التقليدية إلى سوق المنامة وقلعة البحرين ومسجد الخميس والمتحف الوطني البحريني وجبل الدخان الى مسجد الفاتح الكبير ومن هناك تأخد استراحة للجلوس والتأمل في زاوية لإحدى الجلسات الشعبية والمقاهي وسط شعب أشبهه الى حد ما بالتطابق في طيبته وأصالته وترحيبه بالضيوف والزوار بالشعب العماني الأصيل ، وتجتمع هذه العوامل لتوازي بقوة مواجهة المدنية الحديثة محافظةً على الهوية الوطنية والمكانة الثقافية المميزة .
ففي مقابل الاهتمام بالتاريخ والتراث، تشهد مملكة البحرين نهضة حضرية واقتصادية ملفتة، فهي تشهد الكثير من المشاريع العملاقة كمرفأ البحرين المالي وجزر الأمواج ومركز البحرين العالمي للمعارض وغيرها من المشاريع الأخرى والتي جعلت منها مركزاً اقتصادياً وتجارياً في المنطقة. كما تشهد قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية نمواً ملحوظاً يعكس الاهتمام بتطوير الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين أيضا على حد سواء.
ومع اختصار بعض مما حظيت به من مخزون معلومات بسيطة عن هذا البلد العريق فإنني أرى أن مملكة البحرين نموذج لدولة توازن بين الاعتزاز بالماضي والتطلع إلى المستقبل ، ففي الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز هويتها الوطنية تسعى أيضاً من جانب آخر لتكون منارة للحداثة والازدهار وهذا التوازن يجعل من مملكة البحرين قصة نجاح يحكيها التاريخ ويشهد عليها المستقبل.