الصحوة – فوزية بنت عبدالله الشحية
بين أمواج بحر العرب التي تحكي قصص الرحالة والتجار الذين جابوا الموانئ وبين شتاء دافئ في ربوع عمان تكسوها ألوان الطبيعة الساحرة، تستعد السلطنة لاستقبال زائر يحمل في حضوره رمزية البروتوكولات الرسمية، إنها الزيارة المرتقبة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى سلطنة عمان، زيارة تفتح أبواب التاريخ لتكتب فصلا جديدا من التعاون والازدهار.
وعلى مشارف مسقط، تلك المدينة الهادئة الجميلة التي تحمل عراقة الماضي ونبض الحاضر، يستعد الجميع ويتأهب للتحضير لتلك الزيارة الأميرية. العلم القطري يرفرف بجانب العلم العماني في مشهد يلخص عقودا من التآخي والتلاحم، فأهالي سلطنة عمان وبطبيعتهم وشغفهم المعتاد لاستقبال كل ضيف كريم يتحدثون عن الزيارة وكأنها عيد وطني.
حين تطأ قدم الأمير تميم أرض عمان، ستكون الابتسامات حاضرة في كل زاوية ، فلقاء حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله – لأخيه الأمير تميم في زيارة دولة سيكون أكثر من مجرد لقاء سياسي ، إنه حوار قادة تجمعهما رؤية مشتركة تلهم الأجيال القادمة ، حوار ولا بد بأنه ستتنوع فيه الأحاديث حول الاستقرار الاقليمي ، وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي ، والطموحات المشتركة للبلدين ، فسلطنة عمان وقطر تشتركان في تاريخ ثقافي واجتماعي متقارب وهذا حال كل الدول الخليجية التي تعتز بعاداتها وتقاليدها وقيمها ومبادئها تجمعهم جميعا ثقافة خليجية واحدة .
وخلف تلك الأبواب المغلقة للسياسة، هناك صفحات أخرى تكتب في القلوب، فربما يصطحب السلطان هيثم ضيفه إلى قصر العلم العامر، ليتجاذبا أطراف الحديث عن إرث العلاقات، وربما تروى بينهما قصص الأجداد الذين جابوا البحار ونسجوا حكايات التعاون منذ القدم وهنا وفي تلك اللحظات، يدرك الجميع أن العلاقة بين عمان وقطر ليست وليدة اليوم، بل هي قصة عمرها قرون تمتد من قوافل التجارة إلى شراكات العصر الحديث .
إذن فالزيارة المرتقبة ليست مجرد حدث عابر، بل نافذة على مستقبل واعد، وحين يقال إن الخليج وطن واحد، فإن هذه الزيارة تؤكد أن عمان وقطر هما نموذج يحتذى به في بناء علاقات قائمة على الاحترام والازدهار المتبادل.