الصحوة – عائشه محمد الكندية
الحمد لله على النِّعَم التي لا تُحصى، فبالشكر تزداد البركات وتدوم الخيرات ، والشكر لا يقتصر على الكلمات، بل يمتد ليشمل سلوكيات إيجابية تسهم في تعزيز روح التعاون بين أفراد المجتمع، وهو ما يتماشى مع أهداف صندوق الحماية الاجتماعية، الذي يسعى إلى دعم الفئات المحتاجة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.
وقد قام الصندوق بمبادرة “بالشكر تدوم النعم”، وذلك لتعزيز التقدير لكل نعمة نحظى بها، وخصوصاً ما يُقدَّم لكبار السن من دعم ورعاية تعينهم على حياة كريمة. كما تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي وتوعية المجتمع بأهمية مساعدة الفئات الأكثر احتياجاً . وفي إطار هذه المبادرة، تلقى زملائي في العمل دعوة عبر البريد الإلكتروني للمشاركة، وسرعان ما بدأوا في التحضير لها من خلال تمثيل فيديو مؤثر يعكس أهداف ورسالة هذه المبادرة . بدأ الفريق بتوزيع الأدوار فيما بينهم، فقاموا بتمثيل مشاهد عن كبار السن، ثم تأتي لحظة الفرج مع نزول المنفعة الشهرية لهم، حيث تعود الابتسامة إلى وجوههم ، وعندما تأملت التمثيل، رأيت كيف أبدع كل شخص في أداء دوره تاركاً بصمة مؤثرة في المشهد.
رأيت أبو راشد في دور الرجل الكبير القريب من ربه، يشكر الله بصدق وخشوع لنزول المنفعة ، أما أم حنين فقد جسدت العجوز بحركاتها البطيئة حاملة التمر في يدها، منهمكة في خياطة الكُمّة، تعكس بروحها الجميلة وابتسامتها الدائمة طابعاً مميزاً للدور، أما أم نواف فبدت كالأخت الكبرى الحكيمة التي تحب الخير للجميع، وتنثر مشاعر الأمان في كل مشهد.
في المقابل، جسدت أم سلطان بحسها الهادئ والناعم دور المرأة العجوز الحامدة لربها، الشغوفة بالحياة رغم بساطتها ، وظهرت أم محمد بقلبها الأبيض، لا تفارقها تلاوة القرآن، رافعةً يديها بالشكر، مما أضفى على المشهد روحاً إيمانياً عميقاً.
بينما تألقت أم جوان بجديّتها واجتهادها، صاحبة الحق والمبدأ، وهي تمثل العجوز التي تخيط الشال بإتقان وصبر،
وأما أم اليَزَن، فبروحها المتعاونة وحبها للعمل الجماعي، جسدت دور العجوز التي تسفّ الخوص، مما أضفى على المشهد أصالةً وتاريخاً . وأخيراً، حرص الفريق على توفير الإكسسوارات التقليدية، مما جعل المشهد أكثر واقعيةً وجمالاً ، حيث كل واحد أبدع بطريقته، فكان كل مشهد أكثر من مجرد تمثيل، بل لوحة إنسانية تعبّر عن الامتنان والشكر للنِّعَم.
وفي الختام، فإن الشكر شعورٌ صادق يملأ القلب، ويعكس تقديرنا للنِّعَم، فبالشكر يعمّ الرضا، ويملأ السلام حياتنا
لنجعل الامتنان أسلوب حياة، نرى من خلاله الجمال، ونفتح أبواب الخير والبركة للمستقبل ، والحمد لله دائماً وأبداً.