تحية النوتكية
منذ بضعةِ أسابيع تعثّر نظري على سؤال قد كتبتهُ أحد الشابات الباحثات عن عمل في حسابها الخاص بالإنستجرام” أليس مؤسفًا أن يذبل الشعور الذي كان مذهلاً؟!”. تعبّر فيهِ عن مدى إستيائها وغضبها من الواقع الوظيفي، إذ يحمل السؤال بين طياتهُ ألف معنى و حقيقةٌ مؤسفه، تنعكس حدةِ الشعور بالألم عندما يكون كاتب السؤال كما قارئة.
أخذ السؤال مسار العديد من الشباب الذين يسعون جاهدين الحصول على وظيفة تكون لهم سندًا في تكوين ذاتهم وتطويرها والمساهمةِ في دعم التنمية الاقتصادية للبلاد، حيثُ يعتبر الشاب هو العنصر الأساسي لعملية الإزدهار والتطور في كل المجالات. فقد سعى، جد واجتهد، وواصل مثابرًا لإكمال مسيرتةِ العلمية بكل نجاحٍ وفخر، ليلتحق بعدها بالمسيرة العملية والتي وقف عندها كتحدي ليس له باليدِ حيلة.
وكما نلاحظ أن أعداد الباحثين عن عمل في تزايد مستمر وتراكم ملحوظ، والجميعُ يشتكون رغبتهم الملحةِ في تحقيق أبسط الحقوق على أرض الوطن المعطاء على الرغم من إمتلاكهم الشهادات والمهارات اللازمةِ لشغل الوظيفة، إلا أنهم ينتظرون الحصاد بفارغ الصبر لسنوات كثيره.
وعلى الصعيد الوظيفي تقوم بعض المؤسسات بعرض وظيفة شاغرة واحدة فقط، فيقْدمُ العديد من الباحثين عن عمل للتسجيل والمنافسة عليها، ثم تستدعي المئات منهم للمقابلة وعلى أيةِ حال وكلاً حسب ظروفة، منهم من يقطعون آلاف الأميال ويحاربون كل الظروف من أجل فرصة العمل هذه، ليفاجأهم الواقع بغير ما يتمنون، يقاومون ويبحثون في كل الفرص، ولكن الإستياء الملزم يأخذ حصته.
كما أن بعض المؤسسات والشركات تعمل على استقطاب العمالةِ الوافدة بدلاً من العمالة العمانيه، فيتبادر إلى ذهني سؤالاً حق أن تكونَ لهُ إجابة واضحة، أليس أبناء الوطن أحق بتطوير وطنهم؟! وإنهم يمتلكون من المهارات والشهائد الدراسية المعتمدة واللازمة لكل وظيفة، حتى وأنّ بعض الوظائف لا تحتاجُ إلى مؤهلٍ تعليمي عالٍ نجدها تحت أيادي العمالةِ الوافده، ألا يعتبر ظلمًا ؟! نعم !نحن لسنا ضد الوافد على الرحب والسعه، ولكن المواطن هو الأحق والأولى بهذهِ الوظائف وبتطوير وطنه وبنآءه.
منذُ القدم ونحنُ نقرأ ونتعلم أن السلطنةِ تعمل على تطبيق سياسة التعمين والإحلال، ولكن الواقع يشهد عكس هذا ، لماذا لا تتم هذه العملية التي ستساهم في تقليل عدد الباحثين عن عمل، لماذا تم مراكمة هذا العدد الضخم إلى أن أصبحت قضية يشتكي منها الجميع؟ لماذا لا توجد إجابةٌ واضحة حول هذا الموضوع بالتحديد على الرغم من الإستغاثة والنداء وانتشاره في جميع وسائل التواصل الإجتماعية؟!
على المؤسسات المسؤولة بحل هذه القضية والنظر فيها الإسراع في إيجاد الحلول المناسبه، تفادياً لما قد تتركةُ البطالةِ من آثار سلبيه في الجوانب النفسيةِ والاجتماعيةِ والإقتصاديةِ وغيرها، وعليهم وضع الثقة الكاملة في أبناء الوطن الطموحين والجديرين بها، اذ يمتلكون من القدرات ما تساهم بشكل سريع في عملية التنمية و التطوير والبناء، وأن بهم من الغيرةِ على وطنهم أكثر من غيرهم، هم من يرغبون في وضع البلاد في أعلى المراتب وإحراز العديد من النجاحاتِ لها، حفظ الله عماننا الحبيبة.