الصحوة – سليمان بن سعيد العبري
كانت ولا زالت اللهجة العمانية بين عامة الناس هي من أصول اللغة العربية، فيعتبر البعض أن من يتكلم بالفصحى هو المتعلم الملتزم والمهتم باللغة العربية في حديثه وكتاباته، ولكن عامة الناس يتكلمون اللهجة بعفوية، وحينما بحث المتخصصون وجدوا أنها عربيةٌ أصيلةٌ فصيحة، فهكذا كان العرب يتحدثون، أما اليوم وبعد الغزو الفكري، وفي ظل العولمة، أصبح المثقفين والمسؤولين أصحاب الشهادات العليا والمناصب الرفيعة يكسرون اللغة العربية، فكثيرًا ما نشاهد ونسمع مقابلات تلفزيونية يدمج فيها الضيف اللغتين العربية والإنجليزية في إجاباته، مستخدمًا مصطلحاتٍ إنجليزية وسط حديثه.
لكن الأخطر في الأمر أن اللغة الإنجليزية أصبحت في سلطنة عمان وكأنها اللغة الرسمية، وفي ذلك مخالفة واضحة وصريحة للنظام الاساسي للدولة، ومخالفة للأوامر والتوجيهات السامية لمولانا جلالة السلطان قابوس المعظم، الذي يعدُّ القدوة والمعلم، فلعلكم تعلمتم وحفظتم خطابه السامي الأول حينما استلم مقاليد الحكم في البلاد، خطابٌ في قمّة البلاغةِ والقوةِ و رصانةِ المعاني، تلا اللغة العربية عشرات.. بل مئات المرات في خطاباته، مُعبرًا بشكلٍ غير مباشر عن أهمية هذه اللغة.
فلماذا اليوم نتنازل عن اللغة العربية، لتصبح مخاطباتنا وعقودنا واتفاقياتنا وبرامجنا كلّها باللغة الإنجليزية؟! حتى تلك المعاملات العامة التي تحفظ حقوق الناس، فأصبح البعض- جعلًا باللغة الإنجليزية- يوقّع دون أن يعرف تفاصيل ما يوقعه، لذلك نأمل إعادة النظر في هذه الأمور كلها، ولتكن بلادنا الحبيبة مثالا للمحافظة على اللغة العربية في كل شؤون الحياة.