◀ رواية ” …وبعد ”
← غيوم ميسو
← ترجمة: حسين عمر
•عندما كنتُ صغيرة وأتذمر من شيء ما تحكي لي أمي قصة رَجل تمنى الموت في كل لحظة؛ لأنَّ ظروفه صعبة ولأنه لم يعد بوسعه أن يطيق الحياة، إلى أن تبدّلت أحواله فصار ذا جاهٍ ومال وبنين فطرقَ الموت بابه وحينها صرخ: ليسَ الآن!.
• كعادَة ميسو يطرح أفكارا متفرّدة في قالب مشوّق، وقد سعى من خلال هذه الرواية لمعايشة مشاعر النفس عندما تستشعر قرب أجلَها وذلك بذكر “المبشرين” الذين يمتلكون الموهبة والقدرة على التنبؤ بالموت، إلا أن هذه القدرة لاتنمو إلا بفقد أقرب شخص لدى المبشّر.
• من أهم محاور الرواية هو” NDE” أي تجربة العودة من الموت، وهي حدَث طبي مثير للإهتمام، فقد قرأتُ سابقا في احدى الصحف الخليجية التي تناولت قصصاً واقعية الأثر النفسي والجسدي الجسيم الذي يصيب الحالات التي تعود للحياة بعد التجربة! فالبعض فضّل الرحيل الأبدي على العودة المشوّهة والبعض الآخر عاشَ حياة مزدهرة بالخير بعد الولادة الثانية!.
• يشرح الكاتب في أجزاء من الرواية معاناة الأطباء الذين تتطلّب مهنتهم عدم التماهي الكلي مع المريض، والقدرة على تحمّل ضغط العمل ومشاهدة طائر الموت يحوم حول مرضاهم، والحق أنه مهما قيل في هذه المهنة لن يوفى حقها.
• ربما من قرأ رواية (عائد لأبحث عنك لذات الكاتب) يجد تشابه كبير بينهما، ولكن هذا لاينفي قدرته على جعل قارئه شغوفا لمعرفة النهاية، دون أن يسلبه حق المعرفة والمعلومات التي يلحقها بمهن أبطاله.
• تمت ترجمة هذه الرواية لأكثر من عشرين لغة، كما أنها حُوِّلت لفيلم، وهي روايتي الثالثة التي اقرأها لذات الكاتب بعد “سنترال بارك” و “عائد لأبحث عنك”، وفي كل نهاية دهشة تترك أثراً عميقا بالتساؤل (ماذا لو لم تكن تلك النهاية؟!).
💎وداد المانعية
الايميل:widad7almanai@gmail.com
الانستجرام& الفيسبوك: Widad Almanai