الصحوة – بدرية الجساسي
هنا دفنت كل آمالي بالحياة فكأنّ بيني والموت عثرةٌ لا نجاةَ منها، داهمت قلبي جراح اليأس اللامنتهاه، وتعاظمت أصداء صرخاتي للنجاة، فأرى جميعهم حولي وصوتي أين صداه.
توقف القلب وتسارع الطبيب في دواه.. كيف الشفاء؟ وأنفاسي استسلمت لمقتضاه ، ربما تسعفني النبضات حينًا، وأعلم حينها يدنو رحيلي للإله، فأترك حينها أثرا طهرته أمراضه من ذنوب قدمتها يداه.
مريضًا أوجعته الأقدار ألمًا، وتغلقت بوجهي أبواب الحياة ، وداهمتني على سرير المرض حسراتي فتعبت من قلبي وبكاه، أنا هنا أبحث عنكم، أحس بكم، وأشتاق لرؤيتكم، فهل تسمعون توجعي؟ هل تشعرون بوحدتي؟ أم انكم تنتظرون خبر الوفاة؟
فأنا اليتيم وأنا الضعيف، وأنا الجراح توسدتني وأمطرتني من الدهر شقاه، ي زائرًا وباكيًا لحالتي، قل الحمد لله وردد بالشفاء، واعلم أن الصحة جنة، لا يدركها إلّا من تعسَّر في شفاه، واشكر إلهك واحمده حمدًا عظيمًا يليق بمستواه.