الصحوة – جنان العريمية
فاتك القطار!
لِـ كم شخصٍ يتّسع هذا القطار؟
وهل فاتني لتأخري عليه أم لإمتلائه بالرُكاب؟
وهل يستطيع هذا القطار أن يصل بنا إلى كلِّ تلك الأماكن في الآن ذاته!
بالطبع لا..
لا يوجد مايُسمى بقطار الحياة وله موعد أو زمن محدد ليصل بك إلى ماتُريد،
وإن كان، فاصنع لحياتك قطارها الخاص، يبدأ بالتحرك وقت ما شعرت أنت بأن
الوقت قد حان وأنك في أتم الإستعداد للخطوة القادمة من حياتك.
فأنت لك توقيتٌ في الوصل إلى مُبتغاك حتى ولو سبقك الآخرون بخطواتٍ كانت
أم أيام أو حتى سنين.
كلٌ له زمن خاص و تواقيت لها مقاييسها المختلفة، فالدقيقة معك قد تكون ساعة
لدى غيرك والساعة بالنسبة لك لربما هي يوم في مقياس الآخر.
لا تبدأ بالتحرك وأنت غير جاهز؛ فقط لأن أصدقائك قد وصلوا منذ مدة.
قد يكون محيطهم تناسب مع الوجهة التي استطاعوا الوصول إليها قبلك، وأنت لازلت
في تحضيراتك للمسير.
لنأخذ مثال من الواقع:
قُبِلتَ أنت وصديقك في نفس السنة في ذات الجامعة، بدأتم مشوار الدراسة معًا.
تخرج صديقك في خمسِ سنوات أما أنت فمازلت لم تُنهي مقراراتك الدراسية بعد
وتحتاج إلى سنةٍ أُخرى لتتخرج.
صديقك ما يزال يبحث عن وظيفة في نفس الأثناء التي تدرس فيها أنت، بعد سنة استطاع
الحصول على عملٍ جيد، وأنت قد تخرجتَ في نفس السنة ولكن قد كُتبَ لك في
أقدارك أن تحصل على وظيفة بعد تخرجك مباشرة!
هوَ لم يسبقك وأنتَ لم تسبقه بل حدث ذلك لأنه الوقت المناسب لكلٍ منكما.
لهذا نستنبط أن لكلٍ تواقيتٌ خاصة وهي تحدث في أنسب اللحظات لها التي قدّرها الله لك