الصحوة – خولة الجابرية
وباء صغير أجهض الأمان والطمأنينة ، وتناثرت الأمنيات قبل أن تنضج وقبل أن تصعد في سلم النجاح . وباء صغير أزاح السرور و الحبور من نفوس البشرية و جعلها تصارع أمواج الخوف و القلق ! قد تظن من الوهلة الأولى بأنها أيام عجاف و من شدتها تظنها لن تمر ولكن ستمر بسلام ، ﴿فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا [٥] إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا[٦]﴾ . سوف ينتهي كورونا و تمر هذه الأيام بسلام -بإذن الله تعالى الكريم – مثلما مرت في الأمم الغابرة و ستبقى ذكريات في تاريخ البشرية و دروساً عظيماً للبشرية قال تعالى ﴿وَتِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ﴾ [آل عمران: ١٤٠]
لقد حان الوقت للتفكير و أعطاء العقول مساحة من التفكير و التأمل وعلى الأذهان أن تتفكر و تتأمل و توسع نظرتها وعليها مكافحة داء الجهل . فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة ، فيروس صغير جداً حير العالم بأسره و قلب موازينه ؛ دهور اقتصاد الدول ، وأغلق حركة النقل و أقفل بيوت الرحمن من أجل الحفاظ على نفوس أبناءها و بدأت الحكومات تصارع و تكافح من أجل سد ثغرات أنتشار الوباء !
ثم بدأت قصة حزينة تلوح بين أرجاء البلاد قصة تجسد استهتار البشرية بالوباء استهتارت بدأ يقوي شوكة الوباء ، قال تعالى ﴿ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ﴾ [البقرة: ١٩٥] وباء كالحرب عدو للبشرية و يقتات من كل بقعة وفي المقابل الإنسان
كائن يرى بالعين المجردة و ميزهُ الله عن بقية المخلوقات بالعقل و جعل الله سبحانه و تعالى العقل مناط التفكير و التامل و يلقي بنفسهِ و غيرهِ في التهلكة ؛ الوباء سوف ينتهي حتماً -بإذن الله- سوف ينحصر الوباء و تبقى التساؤلات:
ما هي الدروس المستفادة نتيجة التغيرات الحاصلة في تغير الروتين اليومي؟ ! البعض لا يزال ساهٍ عن الدوس لازال الجهل يطارد البعض.
فارتفاع حصيلة الإصابات بالفيروس . إن
إرتفاع عدد الحالات المسجلة في السلطنة تسبب عبئ على الجهات المختصة لقد حان الوقت لايقاظ العقول من غفلتها لم يعد هنالك متسع لأخذ قسط من الراحة للقيلولة ! لقد مرت الأيام و الأشهر و تعاقبت أيعقل لم تتعلم البشرية درساً ؟ وما زال البعض يخالف القوانين و الأنظمة و يمارسون حياتهم ثم يتساءلون بكُل سذاجة و تعجب ما سبب أرتفاع الحالات ؟ وكيف أن الأرقام تتضاعف يوماً بعد يوم ؟
تلك الفئة يجب عليها أن نلقي على سمعهم قوله تعالى عز و جل :
﴿ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ وَأَحسِنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾ [البقرة: ١٩٥]
ثم يجب عليهم أن يتدارسوا منهجية رسولنا الكريم في تعامله حين أنتشر مرض الطاعون في عصر الرسول عليه السلام .
بعد ذلك عليهم التفكر و التعمق في (المواطنة) يجب أن تنغمس في عقولهم رويداً رويدا .
يجب أن تجتمع فضائل الأخلاق الحميدة ومنهجية رسولنا الكريم مع مفهوم حب المواطنة ؟ المواطنة بمفهومها الشاسع ليس مجرد الاستماع إلى القصائد الوطنية ثم ترديدها وليست مقتصرة على الاحتفال في يوم معين ، ومع ذلك لا يزال البعض في غفوته و جهله دون أن يكترث لشيء . فالحكومة وظفت طاقة بشرية لم يهدأ لها بال منذُ تلك الأيام ما زالت تبحث عن سبل من أجل القضاء على الوباء وهذا لن يأتي إلا بالتعاون بين أفراد المجتمع و اتباع القوانين و الأنظمة . فيا ترى لماذا لم يتعلم البعض من أحوال الأمم الماضية ؟ ماذا الذي كان يميزهم ؟ هنالك عدة قيم و على الجميع المحافظة عليها من أجل الحفاظ على نفوس البشرية و الحفاظ على البنيه التحتيه للدولة .
في الختام ؛ أتعلمون : ﴿لَقَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ﴾ [يوسف: ١١١] حان الوقت للتعلم و الاستفادة من قصص الحقب الماضية وغداً سوف يشرق فجراً جديدا وسوف يأتي الفرج و يطبطب على حياتنا وترتوي العقول العطشى. كن متفائلاً و تذكر أن الإنسان هو المحرك و الوقود المنشودة للوباء ، اليوم نمتلك التنكولوجيا و أفضل الأجهزة وبات كل شي سهلاً ولكن لم تتعلم البشرية درساً من العصور المنصرمة.