الصحوة – خولة الجابرية
منذُ انبلاج فجر البعثة المحمدية، وطلوع صبح الرسالة الإسلامية، ورسول الهدى ونبي الحق صلى الله عليه وسلم، الذي اصطفاه ربه خاتمًا للأنبياء، وإمامًا للمرسلين، وأرسله بالنور المبين والكتاب العظيم، كاشفا به ظلمات الجهل، وموضحا به سبيل الحق وطريق الهدى، ورافعًا به أعلام الصلاح، وناصبًا به رايات الفلاح، ورسولنا الكريم الأمين قد بلغ رسالة ربه وأدى أمانة الدين، فصبر على الأذى وتحمل المشاق، ولا يزال أعداء الإسلام، ومبغضوا الحق، وكارهو الحقيقة، يناصبون رسالته الحنيفية العداء، ويلبسون لها ثوب البغضاء، وحربهم عليها وعليه صلى الله عليه وسلم قائمة على ساقها، لا تهدأ ولا يهدأ أصحابها ولا تزال مؤمراتهم ودسائسهم تحاك منذ العصور الغابرة والله سبحانه وتعالى كاشف كيدهم.
لنقف جميعاً وقفة تأمل، فلا يزال مسلموا الدول الغريبة تئن قلوبهم، وتتألم أجسادهم، وتزهق أرواحهم الطاهرة دون أي ذنب بسبب انتهاك أعداء الله لحرم الإسلام والنيل من مقدساته، وها هو التطاول على مقدسات الإسلام قد بلغ غايته بتطاولهم على أشرف الخلق وأطهرهم صلى الله عليه وسلم.
فالأمة اليوم مطالبة أن تقف جمعيا في ساحة الدفاع متحدة الصفوف متوحدة القلوب مجتمعة الغاية والهدف كالبنيان المرصوص وهي تردد “إلا رسول الله” -صلى الله عليه وسلم- فأعداؤها من الأمم والدول كادوا وسيكيدون للإسلام وشريعته المكايد، ومهما فعلوا وتطاولوا عليها وعلى نبيها فمع توحدها، وتمسكها بحبل الله، وأخذها بعروته الوثقى، لن تحقق تلك المكايد غايتها وستكون تلك الدول الكافرة كمن سبقها آية لمن خلفها، ستكون آية وعبرة واضحة كوضوح النهار.
ها هم الغيورون على دينهم ثابتون في ساحة الحرب الإلكترونية وهم يبذلون كل ما في وسعهم لنشر الحق ودحر الظلم وقتل الباطل في مواقع التواصل الاجتماعي، هنا حيث تقف أمتك يا أكرم الرسل تدافع عن دينها وعن رسولها وعن قرآنها.
ومع ذلك كله فإن على الجميع مراجعة أنفسهم فكيف لراية الحق والدين راية رسول رب العالمين -صلى الله عليه وسلم- أن تعلوا و النفوس بعيدة عن منهجه الواضح المبين! فلا يمكن أن يكون دفاعنا عن رسولنا وحبيبنا وقرة أعيننا من خلال الكتابة والنشر في مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، والنفوس خاوية على عروشها من طاعته ! والقلوب ذابلة على أغصانها لا ترشف من رحيق سنته!.
ستحقق هذه الامة غايتها في الدفاع عن نبيها صلى الله عليه وسلم من خلال العالم الافتراضي والفضاء الإلكتروني بعون الله عندما يتحلى أفرادها بالصفات المحمدية، والشمائل النبوية فيكونون كما كان عليه أفضل الصلاة والسلام “قرآنا يمشي على الأرض” فحان الوقت للتخلص من الفتن والأهواء، والشهوات والمنكرات، والتحلي بأخلاق القرآن و السنة الغراء.
وكما أنه يجب علينا أن نقاطع المعتقدات الخاطئة والفتن والشهوات والعادات والتقاليد الغربية الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي، ونجاهد النفس عن الوقوع في كل ما حرم الله، جهاداً يعلوا بها في القمة، ويرتقي بالأمة، فعلينا أيضا أن نتخذ من الخطوات العملية التي تتيسر لنا مثل: المقاطعة الاقتصادية الجادة لكل منتجات من يطعن في ديننا أو يسيء إلى نبينا مهما رأينا ذلك يسيرا حقيرا فهو عند الله في الأجر عظيم وفي تحقيق التوفيق والنصر خير معين.