الصحوة – الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي
إنه اليوم الثامن عشر من نوفمبر ، يوم العيد الوطني الخمسين المجيد لنهضة عمان المباركة، نهضة وطن ونهضة أمة وأصالة ووفاء قيادة.
وإذ تحلّ هذه المناسبة الغالية على قلوبنا لنستلهم من وثباتها ومسيرتها الظافرة ما ينير لنا المستقبل، وتحدد لنا الأهداف والأولويات الجديدة التي تتناسب مع المرحلة القادمة التي تشهد تحديات كثيرة على الصعيد الوطني والدولي .
وإذا كنا نحتفل بالعيد الخمسين في غياب أعز الرجال وأنقاهم ، فإنه – رحمة الله عليه – لن يرضى بالنواح والبكاء، فالموت حق، والعويل لا يُرجع ميْتاً، والوطن ينادي كلّ فرد منّا، يدعونا لطفرة جديدة، ووثبة وهمة عالية للعمل، كما كنا أول عهد بالنهضة، بل وأكثر، لا تثنينا صعائب الأمور، ولا يستحيل أمامنا عظائمها.
إنّ هذه الانجازات العظيمة، التي تشهدها بلادنا بحمد الله وتوفيقه، لم تقم بالأماني والجلوس على مقاعد المتفرجين، وعلى دكك الكسالى، وإنما قامت بالعمل الجاد والمخلص من كل أبناء الوطن، رجاله ونسائه، شيبه وشبابه، وإذا أردنا بحق أن ترتاح روح جلالته رحمه في قبره، علينا أن نشمّر عن سواعدنا لنواصل البناء والتطوير والتعمير، فلا وقت للتخاذل عن مواصلة المسيرة المظفرة، فذلك أبسط الجميل الذي نستطيع ردّه لجلالته رحمه الله، وهو الوقت الأنسب لإظهار ولائنا وقدرتنا لجلالة الهيثم المعظم، وهو يتقدمنا لبناء نهضة عمان المتجددة.
اليوم هي الذكرى الخمسين لنهضتنا المباركة العظيمة، ويجب علينا أن نفخر ونفاخر، أولاَ بما انجزناه خلال العقود الماضية، ثمّ علينا تقييم ما تمّ إنجازه، بل ونستخلص منه كل ما هو إيجابي ليكون عدتنا للمستقبل، ونبدع في ابتكار الحسن مستفيدين من أدوات العصر في كافة فنون المعرفة، فالأمم لا تتوقف عند نقطة معينة، وإلا تأخرت عن الركب وعادت للوراء، وهذا ما لا يقبله أي عماني أو عمانية، ثم ننظر إلى السلبيات التي اعترضت الطريق، فنعمل على تلافيها بل وإزالة أسبابها والمسببين لها .
أعزائي القراء الكرام :
إن الأيام تمضي، والأعوام تنقضي يوماً وراء يوم، وعاماَ وراء عام، والطريق شاق وطويل، والمحن لا تكسر الشعوب، فلننظر من حولنا، الكل يسابق الزمن بغية اللحاق بكل ما هو جديد ومفيد، لهذا فإنّ الغرس والأساس الذي تركه جلالته رحمه الله، لا بدّ من البناء والتأسيس عليه، لنحتفل معاً العيد القادم – بإذن الله – بمنجزات جديدة تحققت في العهد السعيد الميمون بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان الهيثم المعظم حفظه الله ورعاه .
كل عام وعمان العزيزة الغالية في نماء مستمر، ورخاء دائم وأمن وأمان مستقر
وكل عام وجلالة السلطان الهيثم المعظم في صحة تامة وعافية دائمة، ونسأل الله تعالى في عُلاه، أن يمكنه في حكمه، ويوفقه في قيادة الأمة والوطن، وأن يهيء له البطانة الصالحة التي لا تسعى من أجل اللبقاء في وظيفة أو التشبث بمركز، بل تسعى جاهدة مخلصة إلى تحقيق مصالح الوطن العليا، فجلالته وقد منحهم الثقة وأقسموا أمامه، يجب عليهم أن يكونوا بارّين بقسَمهم، مخلصين للثقة السامية التي أولاهم إياها.
كل عام والشعب العماني في تقدم مطّرد، ينعمون بالرخاء والعيش الكريم، وبالحرية والكرامة الإنسانية، وهذا ما سيتحقق لهم في عهد الهيثم المعظم .
ونسأل الله جلّ في علاه، أن يغفر لجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، ويرحمه برحمته الواسعة، وأن يجزيه عنّا خير الجزاء، وأن يجعل في كل خطوة خطاها من أجل شعبه، وكل منجز أنجزه، وكل نصيحة أسداها، الجزاء الأوفى ، إنما أمره وقدرته تعالى، بين الكاف والنون .