الصحوة – مزنة الصبحية.
قبل خمسينَ عامًا مِنَ الآن
سطع النور وبُنِيَت نهضة عمان
رُفِعَ المجدُ، فأصبح لها صيتٌ بين البلدان
ازدهرتِ المدن، ونَشِطَت البحار و الخلجان
انتصرتِ المرأة، فتفتحت كزهرةٍ في بستان
فهي أمٌ ومعلمةٌ و طبيبةٌ وريشةُ فنان
يرسم بها فخرًا وولاءً لباني نهضةِ عمان
نعم، إنه قابوس المفدى، الرجل المقدام
سلاح الجندي، ذو حزمٍ و عزمٍ و لباقةُ لسان
حكيمٌ، فَطِنٌ، أَحَبَّهُ الصغار والشيوخ والشُّبَّان
في الثالث والعشرين من يوليو بويِعَ سلطان
فوُلِدَت البلاد حرةً، وأُطلِقَ لها العنان
فأحببنا فيه تلك النظرة الثاقبة التي هذَّبت الإنسان
وفي العاشر من يناير من عامنا هذا حدث ما لم يكن بالحسبان!
رحل القائد المغوار ملوحًا بيده: وداعًا أبناء عُمان.
تاركًا إرثًا عظيمًا، وأبناءً أوفياء، وأمجادًا سطرها التاريخ عبر الدهور و الأزمان.
فترملتِ الأم، وأطفالها أيتام، وأشجارها أمست عيدان
و صارت أرضنا قاحلةً، صحراءَ لا يكسوها إلا الرمال و يملأ سماءَها الدخان.
جف الماء، وتشققتِ الجبال، وتصدع من الحزن كلُّ بنيان
أوجعني رحيلُكَ سيدي، وليس بيدي سوى طلب الرحمة لك من الرحمن.
يبكيك الدهرُ أبي، والشوارع والمنازل و الأعيان
فمسح الدمعُ هيثمَ السلطان، الخلف ابن الشجعان
وهو ذو رأيٍ سديدٍ، عهدناه منذ قديم الزمان
جبلًا شامخًا، وعقلًا راسخًا، رجلَ الأمن والأمان
فبشرى لكِ عماننا، لقد عاد الاستقرار و الأمان
فأسدنا هنا، يحمينا من شرور العدوان
إنه خير خلف لخير سلف!
وهنا نحن اليوم نجدد الولاء والعرفان
لباني النهضة: قابوس، ونعم السلطان
وهيثم رسوله، و قبطان سفينة الحكم والربَّان.