الصحوة – عاتكة بنت ناصر بن سعيد الشهومية
نشهد الآن وباء ضرب العالم بأسره وقلب حياتنا اليومية رأساً على عقب، فيروس كورونا الذي اجتاح جميع الحواجز ولم يترك مفصلاً من مفاصل الحياة إلا وأحدث تغيراً في قوانينه، تاركاً وراءهُ آثاراً في شتى جوانب الحياة. ولعلّ فئة صغار السن من الفئات التي تلقت حصةً من الأضرار الناتجة عن تفشي فيروس كوفيد-19.
لحسن الحظ قد نجا الكثير من الأطفال حتى الآن من الآثار الصحية الناتجة من الإصابة بهذا الوباء، حيث أشارت بيانات المركز الصيني لمكافحة الأمراض إلى أن الأطفال دون١٩عاماً لا يمثلون إلا ٢٪ فقط من حالات الإصابة.
لكن وباء كورونا ألقى بظلالهِ على جوانب عديدة من حياةِ الطفل، ولم يختصر على الجانب الصحي فقط. فما زال التكيف مع الأوضاع الراهنة يمثل تحدياً لصغار السن. للأسف الشديد أصبح عدد كبير من الأطفال حول العالم يعانون من القلق ونوبات الغضب والاكتئاب جراء حظر التجول وغياب النوادي الصيفية.
بالإضافة إلى المخاطر المتزايدة التي يواجهها الأطفال من سمنة وتأخر في النمو العقلي وهم يقضون وقتاً أطول على شبكة الإنترنت وشاشة التلفاز. كما إن نظام التعليم الغير المتكافئ في دول العالم يصنع فروقات في المستوى التحصيلي بينهم وتقلل من مستواهم الدراسي. وبحسب بيان لـ (اليونيسف):” فإن هنالك أكثر من 1.5مليار طفل قد تركوا المقاعد الدراسية بسبب الجائحة”.
وأخيراً يجب ألا نغفل عن هذه الفئة، ولأن الأطفال أكثر تأثراً بالوالدين؛ فيمكن للوالدين قضاء بعض الوقت معهم لتعريفهم على هذه الجائحة بشكل يطمئن قلوبهم. ولا يخفى بأن هذه الجائحة منحت الأطفال مرونة نفسية للتعامل مع الأزمات مستقبلاً. فهل ستخلق هذه الجائحة جيلاٌ يواجهه الصعاب بمرونة؟