الصحوة – محمد بن سعيد القري
نوفمبر بلطافة جوه ودفء محياه وشروق شمسه تتجسد أغنية وطنية تناقلناها منذ مراحل الطفولة ونحن نشهد رفرفرة الأعلام في الأعالي، وننتظر شدو الأناشيد وصرخة الشعب الوطني من كل فج، مقبلين بقلوب بيضاء يملؤها الحبور لباني نهضتنا.
ما نزال نسمع صوت النهضة، الذي نادى، فلبى الأوفياء النداء، وشمروا ساعد الجد بعقولهم ومعاولهم، وحملوا الراية رفرافة.
نوفمبر هذا العام جعل المشاعر بين ذكرى المؤسس والولاء لجلالة السلطان، بين مشاعر الحنين ورؤية عمان المستقبل، بين وجوه كبار السن الذين عايشوا حقبة قبل السبعين وبزوغ فجر النهضة العمانية بعد التعب والجهل والمرض ومرحلة أخرى افتتحت فيها المدارس والمستشفيات والقطاعات المختلفة، كل ذلك عايشوه من البداية رافعين الأيدي بطيب الله ثراه تارة، وتارة أخرى سدد الله خطاه، لسلطان يتجدد به البناء.
وبالرغم من ما يعتلي القلب من فقدنا العظيم، بالرغم من المقل التي تسبق كلماتها قبل أن تذرف، وبالرغم من كل ما يختلج الأذن حنينا لصوته الصداح، وكلماته التي أضاءت الدرب وجندت الهمم، ورفعت الشأن وشيدت البنى ورسخت مبدأ الإنسان أولا. إلا أن ابتسامة و براءة الأطفال تجعلنا نسعى لما رسخه وبذل في سبيله باني النهضة ليعشوا سعداء كرماء، واضعين نصب أعينهم رؤية الأب الذي سلم الراية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم حفظه الله ورعاه ليمهد مزيدا من الوجه.
إنا نمر بأوقات صعبة، الأزمة الاقتصادية، و كورونا كوفيد ١٩، وبالرغم من كل ذلك إلا أن الرجاء موجود في أن ما يحدث هي أيام عجاف يبذل فيها الكل وتهيئنا لحياة أسعد وأرحب مدركين أن القيادة الحكيمة تعمل بجهد مضاعف لتحقيق الأمان الوظيفي والاجتماعي وتنمية الموارد الطبيعية والبشرية والاستثمار الاقتصادي والإبداع والابتكار في شتى المجالات والميادين.
أما الفقد فهي مشيئة الله، في حياة السفر القصير، وتبقى الذكرى الخالدة لأب أرسى الدعائم وبذل لرفعة العماني أينما كان وحل، فجزاه الله عنا خير الجزاء وما المشاعر التي يكنها العمانيون هذه الأيام إلا تعبيرا لحنين أعز الرجال وأنقاهم.