الصحوة – عملت شركة رؤية الشباب – الشركة الرائدة في القطاع الشبابي – خلال الأعوام الماضية على وضع حل لقضية الباحثين عن عمل، فقد طرحت برنامج تقدر للباحثين عن عمل وذلك بدعم من شركة بي.بي.عمان، وبرنامج تقدر ينتقل فيه المتدرب من تحدٍ إلى آخر بناء على مهارات وسلوكيات يفتقر إليها، او ثقافات ومعتقدات يمتلكها والتي قد تكون سببا في عدم حصوله على وظيفة تناسبه. كما أنه البرنامج الأول الذي تتكامل فيه 59 جهة تعليمية وحكومية وخاصة، وخلال ثلاث نسخ تم تدريب أكثر من 500 باحث عن عمل، وأكثر من 75 مشارك حصلوا على وظائف بشكل مباشر بعد البرنامج.
كما أن البرنامج يجمع بين الجانب التعليمي وتعزيز المهارات وبين الجانب التدريبي في بيئة عمل واقعية مع الاستفادة من جلسات تطويرية واستشارية مع ذوي الخبرة، وهو أول برنامج يقوم بعمل حملة إعلامية لنشر ثقافة العمل الجزئي إضافة الى تجربة العمل فيه على عينة من الشباب.
نسلط الضوء على مجموعة من الباحثين عن عمل والذين انضموا لبرنامج تقدر، خلال النسخة الثالثة لقياس أثر البرنامج عليهم.
تحديد المسار
بدأ المشاركون في المرحلة الأولى والتي تتضمن مجموعة من ورش العمل التدريبية خلال أربعة أيام، يتم من خلالها صقل مهاراتهم الشخصية والمهنية، حيث تذكر خلود الغيلانية إحدى المشاركات في برنامج تقدر : ” لقد كانت فترة التدريب غنية بالمهارات المختلفة وفي صقلها حيث كانت مدة التدريب مكثفة خلال أربعة أيام وتشمل جميع الجوانب الحياتية والعملية، في بداية اليوم الأول لم أتصور ماهية البرنامج وما النتائج التي ساكتسبها، ولكن مع انخراطي في البرنامج تغيرت الكثير من الأفكار عن نفسي، من أنا ومن أريد أن أكون، وكيف سوف أصل وذلك من خلال البرنامج التدريبي في رؤية الشباب ومن قصص الإلهام التي سمعناها وتغيير التوجه الوظيفي إلى ما هو مناسب لشخصيتي ومهاراتي في حال عدم وجود أي شاغر مناسب للشهادة الدراسية، وعلامة تقدر هي الصبارة حيث يمكننا مواجهة جميع جوانب الحياة والعمل والتكيف معها بكل أريحية، لقد عشنا تجربة أنواع المقابلات واكتشفنا نقاط القوة والضعف.”
يمر المشاركين بمجموعة من التحديات خلال المرحلة الأولى، إحداها المهمة المستحيلة والتي تهدف الى محاكاة بيئة العمل عن طريق توزيع المشاركين في فرق عمل ولكل مشارك مهمة وظيفية، ولكل فريق مشروع يجب عليهم العمل عليه بصورة متكاملة، فتمر الفرق خلال يوم بمجموعة من التحديات والمشكلات التي ينبغي عليهم من خلال العمل الجماعي على إيجاد حلول لها، تذكر مريم الصوافي، إحدى المشاركات في برنامج تقدر : ” في المهمة المستحيلة وخلال عملي ضمن الفريق اختلفنا في وجهات النظر وفي توزيع المهام ولكن عملنا على مواجهة المشكلة وقمنا بتقسيم المهام لكل فرد، واجهنا تحديات في العمل ضمن الفريق منها التأخر في تنفيذ الأعمال وعدم الإلتزام بخطة العمل من قبل بعض الأعضاء، ولكن تجربة المهمة المستحيلة خلال يوم واحد ساعدتني في تعلم أن الجو العام للفريق مهم ويؤثر في جودة العمل، وتعلمت التحكم في نفسي عند العمل تحت الضغط، وعلى تقبل آراء الآخرين.”
العمل بتخصص آخر
ركز برنامج تقدر من خلال حلقات العمل على تثقيف المشاركين حول البحث عن نقاط قوتهم ومهاراتهم، ليتم توظيفها للحصول على وظيفة أو العمل الحر، ويذكر مؤيد خميس العدوي، متدرب في شركة رائد: ” ليس بالضرورة أن يكون تخصصك مهم عند دخولك لمجال العمل، قد يكون مجال تخصصك مختلف عن مجال عملك ، ومع التعلم المستمر وصقل المهارات وتنميتها، سينمو فضولك تجاه عملك، على سبيل المثال أنا تخصصي هندسة ميكانيكية وتدربت ما يقارب سنة في المبيعات وتجربة المستخدم في مؤسسات مختلفة وعملت على التصميم والتسويق في جهات مختلفة وجميعها كانت تجارب قوية جداً.”
يضيف محمود سعيد البوصافي، متدرب في شركة سبعين: ” من الأفكار السابقة أنني كنت مؤمن أن البحث عن العمل لابد أن يكون مبني على تحديث البيانات في المركز الوطني للتشغيل ويتكفل المركز في إرسال الإعلانات الوظيفية ومن خلاله أتقدم للوظيفة المعلنة، بعد البرنامج وجدت أن التسويق الذاتي للمؤهلات والمهارات الشخصية في برامج التواصل الاجتماعي وإرسال الإيميلات للشركات والجهات المعنية في محاولة مشاركتهم قدراتي من شأنها أن تمنحني فرصة الحصول على وظيفة”. ويقول البوصافي: ” من خلال التجربة الشخصية وجدت أن التخصص مهم في الوظائف والمهام التي كنت أقوم في أدائها بحجة الارتباط بينهم، ولكن وجدت أن التعليم الذاتي والبحث والتحري واكتشاف التغيرات الجديدة في التخصص أو في المهام الجديدة تحتاج للاكتشاف والتجربة من أجل التطوير وتحسين الأداء للأفضل”.
تدريب
في برنامج تقدر وبعد انقضاء المرحلة الأولى تأهل 30 مشارك إلى مرحلة التدريب في مجموعة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي كانت بإشراف ومتابعة مستمرة طوال ثلاث أشهر من قبل شركة رؤية الشباب، وعلى هذا الخصوص يذكر العدوي: ” أحد التحديات التي واجهتها في تدريبي في البداية كنت مسؤول عن تطوير منتج للشركة “روبوت” وأنا كنت حرفيًا لا أعرف أي شيء عن قطع التحكم الإلكترونية والبرمجة والطباعة ثلاثية الأبعاد ، فقط كانت لدي خلفية جدًا بسيطة عن التصميم الصناعي. هذا التحدي جعلني أتعلم كل شي من الصفر وفي مدة وجيزة لأبدأ في تطوير المنتج وخلال أسبوعين مع التعلم الذاتي المكثف والتجربة على أرض الواقع استطعت أن أتخطى هذا التحدي وأنجز مهمتي، وأبدًا لا شيء صعب إذا كنت ترغب بالوصول إلى هدفك.”
مستشار متخصص
توفر رؤية الشباب خلال برنامج تقدر في مرحلة التدريب مستشار متخصص لكل متدرب، يساهم المستشار في تقديم التوجيه والنصح للتكيف في بيئة العمل وتخطي التحديات وعمل خطة تطويرية للمتدرب، حيث يقول البوصافي : ” كان للمستشار الدور الكبير والفعال في إيضاح النقاط والأضواء في مسار حياتي وعمل دور كبير في عملية التوازن ما بين الحياة الشخصية والعمل، ومن خلاله تعلمت كيف بالإمكان أن تكون الحياة مبنية على التوازن في جميع المجالات دون أن يطغى أحدهما على الآخر. وأيضا لعب دور بارز في حل بعض المشاكل من خلال عمل على تبسيطها بالشكل الذي مكنني من الحصول على جواب وقرار صحيح.”
ويضيف محمد البلوشي، متدرب في شركة إغناء : ” المستشار ساعدني كثيرا في حل بعض المشكلات والحالات التي كان يحاصرها بعض التردد وفي التغلب عليها والمضي في طريقي وإيجاد توضيح للعديد من الأمور التي تواجهني أثناء التدريب.”
ما بعد تقدر
زينب أحمد المسكرية، متدربة في شركة إيجاز: ” بعد شهر من التدريب ضمن برنامج تقدر، حصلت على فرصة وظيفية، وقد اضطررت للخروج منها بسبب ظروف شخصية. مررت بفترة إحباط ويأس كباحثة عن عمل وبعد فترة قررت أن أتعلم واكتسب مهارات التسويق من خلال التعلم الذاتي وأنا فخورة في نفسي لأني تمكنت من التعلم عن بعد في فترة وجيزة وقد منحني ذلك الثقة في نفسي.
بعد فترة رشحتني شركة رؤية الشباب لوظيفة في التسويق، وبالفعل ذهبت إلى المقابلة واستطعت أن أنافس أكثر من 50 شخص، وتم اختياري من بين المتنافسين للحصول على الفرصة التدريبية والتي من المحتمل ان تكون مقرونة بالتوظيف. مديري حاليا يدعمني لإتمام دورات التدريب ومناقشتها معه.”
ويقول البوصافي: ” بعد البرنامج استمررت في التعليم الذاتي ودخول كورسات أونلاين، وفي التدريب في قطاعات مختلفة لكسب الخبرة والمعرفة”.
نصيحة أخيرة
تذكر أنوار أحمد البيماني، متدربة في إرث المتكاملة: ” من خلال التدريب تيقنت أنه يمكنك العمل في أي وظيفة فأنا متخصصة في أمن معلومات و لاحقا عملت بتخصص التسويق و التصميم وتنظيم الجلسات و لم يكن لدي شخص لأتعلم منه فقط اعتمد على نفسي عن طريق التعلم الذاتي وواجهت تحدي الوقت، حيث انه لا يوجد الكثير من الوقت للتعلم لكثرة المهام المطلوبة. وكنت مصرة على تعلم كل شي ويجب علينا أن نحاول ونجتهد ونتعب ونستمر ونضع الهدف أمامنا مهما كان الطريق مليء بالصعوبات مثل ما علمتنا رؤية الشباب، نحن قادرين و أقوى من كل الصعوبات فقط عليك أن تؤمن بقدراتك و بنفسك فلا تجعلوا للمستحيل وجود في حياتكم “.
الجدير بالذكر، أن برنامج تقدر ما زال مستمر، حيث سيقام في 14 ديسمبر الجاري حفل تخريج الدفعة الثالثة من البرنامج عبر منصة رقمية، وبحضور عدد من الشركات والجهات التي ستتنافس في توظيف خريجي البرنامج.