الصحوة – أثير الندابية
فريق “رضامة” أحد الفرق الفائزة في برنامج منافع 2020 الذي ينظمه مركز عمان للموارد الوراثية والحيوانية والنباتية، والذي فاز من بين ما يقارب خمسين فريقًا مشاركًا، عن مشروع إنتاج مكافحات حيوية من الكائنات الدقيقة التي تعد بديلة عن المبيدات الكيميائية. وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية هذا العام وانطلاق برنامج منافع افتراضيًا والذي شكل تحديًا للفرق المشاركة، إلا أن روح الفريق والشغف والحماس لدى أعضاء “رضامة” ساعدتهم في إحراز الفوز، الصحوة تلتقي بأعضاء الفريق لتحاورهم حول فكرتهم المتميزة.
- في البدء عرفنا بفريق “رضامة”، وماذا يعني اسم الفريق؟
فريق “رضامة” مكون من أربعة شباب مبدعين من خريجي جامعة السلطان قابوس وهم إسحاق الكندي وعبد الله البريكي وشبيب المحروقي وأنا فراهيد المالكي مؤسس الفريق. كانت الفكرة تجول في ذهني منذ سنوات لكن انطلاقتنا الفعلية كانت في برنامج منافع 2020.
واسم الفريق “رضامة” هو مصطلح عماني يعني تنقية الأرض من الحشائش وتليين صلابتها، وقلب التربة وإعادة تأهيلها بحرثها.
- ما فكرة الفريق وما المشكلة التي يعالجها؟ وما ارتباط اسم “رضامة” بالفكرة؟
نقوم بالعمل على إنتاج مكافحات حيوية من الكائنات الدقيقة التي تساعد في القضاء على أمراض النباتات وآفاتها أو التحكم بها والتي تتمثل في “سقوط البادرات، والذبول، وأعفان الجذور” والتي تنتشر في المشاتل والمزارع وتخلف أضرارًا وخسائر مادية للقطاع الزراعي. حيث سنقوم بإنتاج مبيدات حيوية تعمل في الوقت نفسه كأسمدة عضوية من سلالات محلية عمانية ذات جدوى وفاعلية عالية في مكافحة أمراض النباتات وآفاتها، خاصة في درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.
يتوافق اسم رضامة مع توجهنا في استغلال الموارد الطبيعية من الكائنات الدقيقة خاصة الفطريات المعزولة من التربة العمانية، في مكافحة آفات النباتات، وبذلك نكون قد حافظنا على استدامة الزراعة بلا أضرار مثل تراكم المبيدات.
- هل دخلتم حيز التنفيذ أم ما زلتم تعملون على الفكرة فقط؟
الفكرة بالتفصيل والتأصيل العلمي مع التصاميم المبدئية لثلاثة منتجات هذا ما نملكه لغاية الآن، ونأمل بعد بدء الاحتضان في يناير القادم من قبل مركز الابتكار ونقل التكنلوجيا بجامعة السلطان قابوس والذي حصلنا عليه من فوزنا في برنامج منافع 2020 بالإضافة إلى المنحة المالية، أن نبدأ بخط الإنتاج.
- بما أنكم لم تدخلوا حيز التنفيذ لغاية الآن إذن كيف استطعتم إثبات فاعلية المنتجات؟
فاعلية المكافحات مثبتة علميًا ومجربة عمليًا في أكثر من دولة مثل “الهند وأمريكا وبعض الدول الأوربية”، وبعد البحث وجدنا دراسات تثبت نجاح هذه الطريقة. كذلك الفكرة تم تجربتها في السلطنة من قبل بعض الزملاء من خريجي قسم علوم النبات بجامعة السلطان قابوس تحت إشراف الدكتور محمود الأنصاري، وهي قيد النشر إلا أن نتائجها كانت مبشرة. بالإضافة إلى أن بعض المزارع الحكومية والخاصة بالسلطنة تستخدم بعض هذه المكافحات والتي تستوردها من دول أخرى وهو ما يعني وجود الطلب عليها؛ فارتأينا أن نلبي هذه الاحتياجات محليًا.
- حدثنا عن برنامج منافع 2020 وتجربتكم فيه وما الخبرات التي اكتسبتموها؟ وماذا يعني لكم الفوز؟
برنامج منافع 2020 مارثون أفكار التنوع الأحيائي بتنظيم من مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، يهدف إلى تمكين الشباب من خلال تحويل أفكارهم في جوانب الأحياء الدقيقة والكائنات البحرية والثروة الحيوانية والنباتية، إلى منتجات وشركات ذات جدوى اقتصادية.
في هذه السنة الاستثنائية تقرر أن يكون البرنامج افتراضيًا مما شكل لنا تحد من حيث تطويع قدراتنا وأوقاتنا في سبيل إيصال الفكرة للمحكمين والموجهين في غضون ظرف زمني ضيق. إلا أننا استفدنا من كل الملاحظات التي قدمت لنا، وتعلمنا من منافع كيفية تكوين الفريق وتقسيم المهام على الأعضاء، ووضع الخطط والأهداف، والعمل على تكوين العلامة التجارية والهوية والشعار، والرسالة، وتحديد المستهدفين والمنافسين.
كان الفوز بالنسبة لنا يعني أن جهودنا كللت بالنجاح، وزرع فينا الفوز مسؤولية تنفيذ الفكرة على أرض الواقع والبدء في العمل على الإنتاج في أسرع وقت.
- ما التحديات التي واجهتكم؟
شكل الجدول الزمني القصير للبرنامج تحديًا لنا فإنشاء شركة من الصفر وإثبات جدوى فكرتها وفاعلية منتجاتها يتطلب وقتًا، لكن بفضل التوجيهات والإرشادات استطعنا التغلب على هذا التحدي. كذلك واجهتنا معضلة الإكثار التجاري للسلالات المعزولة لكن تمكنا من إيجاد حل لها من خلال بعض الأجهزة. أيضا إعداد الهوية والعلامة التجارية والواجهة الإعلامية تطلب منا جهودًا كبيرة إلا أن الحماس والشغف دفعنا لإنجاز الكثير.
- من خلال مشاركتكم في البرنامج والتجارب التي مررتم بها، لو اتيحت لك الفرصة للتحكيم هل ترى بأن فريق “رضامة” يستحق الفوز؟ ولماذا؟
نعم نستحق الفوز، بسبب أصالة الفكرة وقوتها والتي تحل مشاكل كثيرة يواجهها القطاع الزراعي والصحي مثل “الآفات، وبقايا المبيدات وسميتها على البيئة والغذاء”، بالإضافة إلى كونها فكرة ابتكارية ونافعة اقتصاديًا. كذلك طريقتنا الجيدة في إيصال الفكرة للمحكمين، والفيديو الترويجي الابتكاري الذي قمنا بإعداده للتعريف بالفكرة والفريق.
- ما رؤية فريق “رضامة” فيما يتفق مع أهداف رؤية عمان 2040؟
نطمح لرفد القطاع الزراعي والاستثمار بالمنتجات ليس فقط محليًا، ورفد السوق المحلي بمنتجات بديلة عن المبيدات الكيميائية والتي تسبب أضرارًا صحية، وفيما يخص جانب البحث العلمي نود توسيع دائرة البحث بحيث نغطي مجال الكائنات الدقيقة بشكل عام فنحن فكرتنا تختص بالفطريات المكافحة الحيوية.
- كلمة أخيرة تختم بها؟
الشباب العماني بحاجة إلى دعم وتوجيه بمثل هذه البرامج التي تمثل نقطة انطلاقة لمواهبهم وصقل مهاراتهم، وأدعو الجهات المعنية إلى الالتفات لهم، وأقول للشباب بأن الطريق ليس سهلا وسنمر بظروف صعبة لكن أحلامنا وأفكارنا تستحق المحاولة.