الصحوة – مي بنت محفوظ الناعبية
الإنشاد هو ذاك الفن الذي يأسر القلوب ويطرب مستمعيه ليرددوا كلماته بعد ذلك في كل حين، هو الفن المؤثر الذي به نستطيع أن نوصل رسالة هادفة للجمهور بما يحويه من صدق الكلمات والأداء، وهو ما يعرف بالشعر المغنى بالصوت الحسن الجميل بمقامات وطبقات مختلفة إذ أن المستمع يستأنس بالحنجرة الذهبية عند سماعها، “الصحوة” تلتقي بالمنشد أحمد الشيباني ليروي لنا تفاصيل كثيرة مرتبطة بالإنشاد في عماننا الحبيبة.
هو المنشد أحمد بن عبدالله الشيباني صاحب أول إصدار إنشادي عمانيّ مسجل، ولد في عام 1967 للميلاد في حارة بني شيبان بولاية أدم، درس في جامعة برادفورد بالمملكة المتحدة في تخصص هندسة نظم معلومات.
موهبة الإنشاد:
بدأ عشقه للإنشاد منذ أيام المدرسة، وذلك باستخدم موهبة الصوت أولًا في قراءة القران الكريم في الإذاعة المدرسية، وما لبثت هذه الموهبة إلا أن طارت خارج أسوار المدرسة إذ شارك في العديد من الملتقيات الثقافية المتنوعة وبعض المسابقات على مستوى محافظة الداخلية.
أصدر الشيباني خمسة إصدارات إنشادية وهي: شموس الحق، إشراقة الأمل، سميري، أمتي، وعوده. هذا وبدوره أسهم في تطوير الإنشاد العمانيّ، فكان عضوًا في العديد من الفعاليات منها: مهرجان الجامعة الإنشادي، وعضوًا في لجنة تقييم وإصدار التصاريح للمنشدين العمانيين، وعضوًا في اللجنة المنظمة لمسابقة الأندية للإنشاد.
إنجازاته:
تنوعت إنجازات الشيباني محليًا ودوليًا في مجال الإنشاد، ففي الصعيد المحلي، أصدر ألبوم شموس الحق والذي يعد أول البوم إنشادي عماني في منتصف التسعينات، إلى جانب إسهامه في إنشاء النظام الأساسي للفرق الإنشادية العمانية واختياره عضوًا للعديد من اللجان والمسابقات الإنشادية في السلطنة. وتم تكريمه في مهرجان الإنشاد العماني الأول المنظم من قبل وزارة التراث والثقافة في ولاية نزوى.
أما دوليًا، فقد شارك في مهرجان الإبداع الثاني في المملكة العربية السعودية مع مجموعة من المنشدين من دول الخليج العربي كأول مشاركة خارجية، بالإضافة إلى اختياره عضوًا للجنة التحكيم في مسابقة منشد الشارقة.
الإنشاد موهبة أم فن:
ذكر الشيباني أن الإنشاد في البداية يكون موهبة ترتكز على قوة وصفاء الأذن وجمالية الصوت إلى جانب تطوير طرائق استخدامه، ومع تطوير هذه الموهبة والمداومة على ممارستها والتدريب عليها تصل إلى درجة الإتقان، فتخرج فنا راقيًا تطرب له الأذن وتستأنس به النفس؛ ليكون أداة فاعلة من أدوات الدعوة إلى الفضائل والخلق الجميل.
فكرة استوديو الشيباني:
يعتبر الاستوديو شيئا أساسيا في حياة المنشد، فهو المزرعة التي يحصد من خلالها أعماله الإنشادية ليخرجها للعالم بقالب عصري جميل قابل للنشر في مختلف وسائل الإعلام الاجتماعي، فجاءت فكرة إنشاء الاستوديو الإنشادي الخاص بالشيباني وابنه حسام المنخرط هو كذلك في عالم الإنشاد مزودًا إياه بأحدث الأجهزة وبرامج التسجيل، ونفذ من خلاله العديد من الأعمال الإنشادية.
ماذا ينقص المنشد العماني إعلاميا؟:
من وجهة نظر الشيابي أنه لم يعد ينقص المنشد العماني الراغب في الوصول إلى القمة أي شي، مصرحًا أنه بإمكانه الاعتماد على العديد من برامج التواصل الاجتماعي وفرض موهبته من خلالها كما فعل الكثير من المنشدين، أيضا بإمكانه الاستفادة من العديد من الأنشطة الإنشادية المقامة في حين وآخر كالمسابقات والمهرجانات والتي تسهم في صقل موهبته وتطويرها والاستفادة بالنخبة من المنشدين الذين سبقوه، إلى جانب عرض إمكانياته الصوتية على الجمهور؛ من أجل نقد هادف نحو الرقي بالمستوى المطلوب.
رسالة للمنشد العماني:
ويوجه الشيباني رسالته للمنشد العماني قائلا: أن النشيد هو فن راقي جدا وهادف لأبعد الحدود فلا تميلوا عنه كل الميل نحو غيره من الفنون، حتى يبقى فنا نقيا طيبا هادفا، وعلينا جميعا أن نحافظ عليه عذبا سلسبيلا غير مشوب بالمشتبهات؛ حتى يبقى لنا نشيدًا حقًا كما عهدناه دائمًا.