الصحوة – الدكتورة أمل البلوشية
في العاشر من يناير لعام ٢٠٢٠م يوم تجهمت فيه السماء على غير عادتها وأزفت الرحيل !! وهمت فيها دموعًا حزينه كلها نحيب ونشيج!!
ولكننا لم ندرك ..بقيت قلوبنا في ذاك المساء واجفة راجفة تراقب و هواجس مرعبة تمر وتمضي ..خاصة بعد أن أعلنت حالة الطواريء ..ماذا حدث؟ الكل يده على قلبه ..ألف فكرة وخاطر وهاجس يمر ولكن هاجس أن الأمر متعلق بسلطان قلوبنا كان المسيطر والأهم لنا ..فلتعلن حرب عالمية ثالثة ورابعة وخامسة ..لا يهم بقدر ما يهمنا صحة جلالته وأن أنفاسه لا زالت بيننا ..مضى المساء ونحن نحاول أن يمضي يومنا ولكن هيهات القلوب عند الحناجر خائفة وجلة ..يالله ..يالله..يارب استودعناك السلطان يارب استودعناك قابوس
سألت أخي العسكري قبل أن يتوراى عن الأنظار ماضيا لتأدية واجبه الوطني هل وراء طلبه علاقة بصحة جلالته أنكر و طمأنني أن الوضع لا يمت بصله للمقام السامي ومضى …
أظلمت تلك الليلة الكل نام كأنما غشيهم النعاس والسكينة ليفجعوا بالفجر ويكونوا أكثر صلابة لمواجهة الخبر الحزين ..
كان سكون غريب رغم أن ضجيج نحيب السماء استمر ولم تنكف تنهل دموعاً تغسل سكون الليل الدامس ..وهاهي ساعات الفجر تقترب من ساعة الرابعة فجراً..فتهمس أختي في أذني ..أمل أمل ..
اصحي هناك بيان على التلفزيون وهي تبكي لا تتكلم
أهرول دون أي مشاعر ولا أحاسيس للتلفاز أفتحه على قناة عمان ..وهاهو صوت العامري المبحوح يختزل كل معاني الأسى والحزن ..ينعى ديوان البلاط السلطاني ..السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم..
إذن جاءت لحظه الوداع ..وحانت لحظة الفراق
وتبين سر نحيب السماء.. انهالت الدموع ..أبونا مات ..تيتمت عمان ..وتشاركت عندها دموع الأرض و نحيبها لسكيب السماء ودموعها ..
يا من حملتم التابوت ..كيف لكم أن حملتم الوطن على أكتافكم ..كيف لكم ان حملتم قابوس عمان؟
كيف لنا أن ننسى أو نتجاهل! ..أبشري قابوس جاء..
حبيبتي عمان ..هاهو قابوس جاء.. وباركته السماء وودعته قبل أهل الارض كما رددوا طالبين المولى خمسين عاما..فاحضنيه في أرضك ..وابلغيه كريم السلام ..وانه سيظل قابوس عمان وسلطان قلوب أهل عمان ..وستزهو به الأعوام عاما بعد عام ..وله جنات عند رب العباد و مغفرة و رحمات بإذنه تعالى .