الصحوة – الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي
مهما كانت القلوب موجعة برحيل مؤسس نهضة عمان المباركة، إلا أن يوم الحادي عشر من يناير عام ٢٠٢٠م، يؤسس لمرحلة جديدة وعهد سعيد ومتجدد، بتولي جلالة السلطان الهيثم المعظم حفظه الله ورعاه وأيده وأبقاه، عهد سيواصل فيه العمانيون، كعهد التاريخ الموغل في أعماق الحضارة الإنسانية بهم، سيواصلون كتابة تاريخ جديد، متصل غير منبتّ عن تاريخهم التليد، يسطرون ملحمة مجد بلادهم ونهضتها المتجددة، الذي يقودها بعزم متين، وقوة لا تلين، واستنفار لا يستكين، أبو ذي يزن المفدّى، بحكمته ونظرته الثاقبة المدركة لواقع المجتمع وتطلعاته نحو مستقبل أكثر ازدهاراً ورقياً ورخاءً .
إنّ يوم الحادي عشر من يناير، يُعَد يوماً فاصلاً بين إشراقَي زمنين ، زمن مضى بعظمة إنجازاته ورسوخ وحدته الوطنية، واستعادة حضارة وطن وأمة، لم تكن يوماً من الأيام إلا قطب ومحور الدائرة، وزمنٌ قادم يحمل الخير العظيم والآمال الكبار، بإذن الله، ليواصل ملاحم البناء والتجديد والإصلاح والتطوير والرقي، لبلد لا يرضى إلا أن يطاول الجوزاء علواً وشموخاً وفخاراً.
والأمر المؤكد أيضاً، أنّ العهد السعيد، هو عهد استثنائي؛ نظراً للتحديات والصعوبات التي سيواجهها في مختلف الجوانب، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن ورغم ذلك فإنّ ما يُطمئن الأمة أنّ هذه التحديات والصعوبات ستتكسر أمام سلطان قائد ملهم هو استثنائي أيضاً، بما يتمتع من مزايا الحكمة والرؤية الثاقبة، والحسم والعزم الأكيد، من أجل إسعاد شعبه، والرقي بوطنه إلى آفاق المجد والعزة والكرامة .
لقد أثبتت السنة الأولى من العهد السعيد، سعي وحرص جلالته يحفظه الله، على إصدار القوانين والمراسيم والأوامر السامية التي تؤسس لمرحلة جديدة، في سعْي حثيث، وعمل دؤوب لا يعرف الكلل ولا الملل، وفي سباق مع الزمن المتسارع، وإني لأرى مولانا الهيثم المعظم، كمن يستبصر الأمور، فيضع لها من الحلول ما يناسبها، وهو إلى جانب ذلك غير غافل عن المشاكل المتراكمة، التي تثقل كاهل مواطنيه، وكأني به يحمل همّهم، يسابق الخُطى، ويتعجُل إيجاد مصادر إسعادهم وهنائهم.
وأنا، ومن خلال هذا المقال، أدعو الشعب العماني،والمسؤولين كلّ في موقعه، إلى زيادة الالتفاف حول قائدهم، ودعم خطواته المباركة، وعدم الاستعجال في النتائج، فما يرزأُ العالم، لا شكّ أنه طال عمان أيضاً ، واستبشروا خيراً بسلطانكم، وادعوا له بالتوفيق والسداد، فالقادم بإذن الله أجمل وأحلى.