الصحوة – عمر البلوشي
يشهد العالم حرب عالمية ثالثة منزوعة السلاح، فكانت لها تداعياتها المختلفة في الجوانب والأحداث، وكما خلفت أزمة عالمية متنوعة المجالات، ولعبت الدول دور الرابح والخاسر في هذه الأزمة.
وفي الحقيقة أزمة كورونا تختلف شكلا ومنهجا في ميلادها ونموها، حيث خصائصها الأساسية المفاجأة وسرعة الإنتشار، وكما تختلف دول العالم في إدارة هذه الأزمة، فنجد هناك فرصة لبعض الدول تقوم على نقطة التحول إلى الأفضل من خلال تحويل مجرى الأحداث لصالحها، وفالمقابل الآخر نجد هناك خطر يهدد القيم والأهداف الدولية والتحويل للأسوأ ويقلب الموازين الإقتصادية والسياسية.
ولكن الرابح الأكبر هو من يستغل الأزمة ويجني ثمارها، ويتمثل ذلك في : التنبؤ، التخطيط الإستراتيجي،إتخاذ القرارات السريعة وعدم التأخر، الإتصال القوي داخليا وخارجيا، العمل وفق الأزمة، الإتجاه للإنتاج والإكتفاء الذاتي، التطوير العلمي والتكنولوجي، العمل بالبدائل الممكنة للخروج بأقل الخسائر.
وفي مرحلة الأنحسار والتلاشي، ستكون النتائج الدولية لهذه الأزمة كالآتي: خسائر بعض الدول بشريا وعجزها إقتصاديا، وفالمقابل سنجد دول تخلصت من الخطر، واستغلت الفرصة بأقل الخسائر وحولت المسار لصالحها وفق التداعيات المتاحة لهذه الأزمة.
الرهان على البشر…!
إن أغلب الحكومات والدول بعد انتشار كورونا بشكل سريع لعدة أشهر مضت، وإغلاق الدول داخليا وخارجيا من أجل الحد من الإنتشار للفيروس.
فالآن نجدها تضع الحبل على الغارب، حيث أنها فتحت كل شيء ورجعت الحياة بشكلها الطبيعي تقريبا، وهي ما زالت في مرحلة النمو والإنتشار للفيروس، ولكن وضعت الرهان على البشر من أجل بقاء الدول والإقتصاد.
فنجد هنا يتولد لدينا خيارين وهما كالآتي :
الأول :يكون بالوعي الفردي والمجتمعي وإجراءات الوقاية من أجل الفوز بالرهان، والثاني: يكون فيه التهور وعدم الإلتزام وبالتالي خسارة الرهان.
وكما إن خسارة الرهان تعني الرجوع لنقطة البداية، وهي تحول المسار لأزمة إقتصادية، وكارثة صحية، وخسارة بشرية، فالخيار لكم وأنتم أهل الرهان، ونتائجه ستمثل حصادكم.