ولكل فارس هفوة!
يقول المثل العربي:( لكل جواد كبوة، ولكل فارس هفوة)، ويبدو أن أحد فرسان #بهلا قد ناله نصيب من صدق الشطر الثاني من المثل العربي لسوء الطالع؛ ففي الثامن من شهر يناير الماضي تم توقيف الفارس العماني نصر بن ناصر المفرجي على حدود مزيد في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
فبعد أن انتهى الفارس من المشاركة في مهرجان الفروسية المقام في ولاية بهلا بتاريخ ١٥/١٢/٢٠١٧، توجه إلى دولة الإمارات مستخدما ذات المركبة التي يستخدمها عادة في نقل أدوات الفروسية وهي من نوع لاندكروزر (بيكاب)، ولسوء الطالع نسى على أحد مقاعدها (محزم)، وهو من أنواع الاكسسوارات التقليدية التي يتزين بها الفرسان دلالة على الشجاعة والإقدام، حيث يلبسها الفارس على خصره لحمل ذخيرته من الرصاص.
وقد تفآجأ هو شخصيا بوجوده على المركبة؛ ولأن القانون لا بد أن يأخذ مجراه؛ فالنسيان لا يعد تبريرا منطقيا بكل تأكيد يمكن تمريره في الشؤون القانونية، تم احتجاز الفارس ومركبته في مركز الشرطة الحدودي، ومن ثم نقله في اليوم التالي إلى النيابة العامة بأبوظبي، وبذلك تقرر منع الزيارات إلا للأهل من الدرجة الأولى مؤقتا.
ويجري التحقيق الآن حول موضوع (المحزم) وإمكانية تطابق ذخيرته مع أنواع من الأسلحة داخل الامارات.
ومن جانبه أوضح أحد أصدقائه المقربين من الفرسان، بأنه تم مخاطبة وزارة الخارجية العمانية، والإتحاد العماني للفروسية، وكذلك مخاطبة السفارة العمانية في أبوظبي التي قامت بتوكيل محامي فورا.
ولقد تقرر البت بالحكم النهائي الإفراج أو المحاكمة بعد ٢١ يوما، وربما يتأخر الأمر قليلا؛ لأن الإمارات حاليا في فترة حداد على المغفور لها بإذن الله والدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حاكم الدولة، وبالتالي فإن الدوائر الحكومية في إجازة. ولقد ناشد أبو المؤثر المفرجي – أحد أقارب الفارس- المتابعين للقضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عدم نشر أي إشاعات بخصوص القضية ومن ثم نسبها إلى مصادر وهمية بغرض نشر الضغينة والفتنة بين الدول، مؤكدا بأن القضية ستأخذ مجراها وبأن الفارس في سجن شأنه شأن أي متهم، ولا صحة لما يتداول حول كونه في سجن انفرادي وصحته متدهورة.
ومن ناحية أخرى فإن حكومة السلطنة كما تحترم تشريعات الدول وقوانينها، فإنها من جانب آخر لا يمكن أن تترك أحد أبنائها في مأزق وهي تدرك تماما بأنه برئ من الاتهامات المنسوبة له؛ فالمحزم كما سوف تثبت الأدلة أثناء البحث والتحري لا يستخدم كسلاح، ناهيك أن الفارس تفآجأ بوجود المحزم عند نقطة التفتيش حيث كان على أحد المقاعد بصورة غير مخبأه.
هذا ومن هنا ندعو الجميع إلى الانتباه في كل ما من شأنه توريطهم في مشاكل لا تحمد عقباها؛ فالقانون العماني يؤكد من جانبه عدم جواز الاعتذار بالجهل بالقانون.
سائلين الله العلي القدير أن يرزق الفارس نصر المفرجي فرجا قريبا؛ ليعود إلى مضمار الخيل فارسا يدرك أن الهفوات الصغيرة لا توقفنا، بل تمنحنا دافعا أكبر لنبدع ونصنع الدهشة برفقة خيل أصيل.
#الحرية_لنصر_المفرجي