الصحوة – د.حمد بن ناصر السناوي
يحتفل العالم في الأول من أكتوبر كل عام باليوم العالمي للمسنين ، وتأتي الاحتفالية هذا العام تحت شعار “المساواة الرقمية لجميع الإعمار” للتأكيد على أهمية تمكين المسنين من الوصول الى العالم الرقمي والمشاركة الهادفة فيه.
أحدثت جائحة كوفيد ١٩ والإغلاق الذي تبعها ثورة كبيره في مجال التكنولوجيا والاتصال المرئي بالتحديد ، لم يعد البقاء في المنزل سببا في تعطيل الدراسة والأعمال لذا وجدنا المواقع الالكترونية تتسابق في تفعيل التعليم والعمل عن بعد عبر الانترنت ، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الاتصال المرئي أتاحت فرصة للتواصل مع الأهل والأصدقاء دون مغادرة المنزل ، لكن بعض كبار السن للأسف وجدوا أنفسهم محرومين من هذه الخدمات، لربما لعزوف البعض من إستخدام الهاتف الذكي أوتجنبا لتكليف الأبناء ثمن الجهاز أوالخجل من طلب المساعدة لتعلم إستخدام التطبيقات المختلفه ، بينما يعاني البعض من صعوبة في النظر تحرمه من الاستفادة من الهاتف الذكي .
وباعتقادي فأن الوقت قد حان لمساعدة كبار السن في تعلم إستخدام الهاتف الذكي وتوفيره بأسعار في متناول الجميع، ليتمكن المسن من التواصل مع أبنائه وأحفادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي و الاستفادة من تقنية الاتصال المرئي لعل ذلك يقلل من شعوره بالوحدة والعزلة و يساهم في تعزيز المشاعر الإيجابية لديه و تذكيره بانه لا يزال فردا فعالا في المجتمع.
لم يعد إستخدام الهاتف الذكي يقتصرعلى التواصل مع الاخرين بل تعددت التطبيقات التي قد يستفيد منها المسن بشكل خاص ، مثل تطبيقات للتسوق عبر الانترنت التي توفر على المسن الذهاب شخصيا الى المحلات التجارية، وتطبيقات تقوم بقراءة الرسائل والكتب ، وتلك التي تعملكعدسة مكبرة تقوم بتكبير الصور والحروف.
وفي الجال الصحي ساهمت التكنولوجيا في تشخيص الحالات المرضية عبر العيادات الافتراضية التي تمنح المسن فرصة التواصل مع الطبيب عبر الاتصال المرئي دون الحاجة الى الذهاب الى المستشفى ، كما يوفر الهاتف خدمات قياس الوظائف الحيوية مثل نبضات القلب و مستوى السكر في الدم حيث يقوم الهاتف بتخزين البيانات و إرسالها إلى الطبيب المختص.
الجدير بالذكر بان بعض الدراسات البحثية تشير أن إستخدام المسنين للهاتف الذكي يؤدي الى زيادة في القدرات الإدراكية حيث توجد تطبيقات تساعد على تنمية مهارات التفكير والتذكر وإتخاذ القرارات وذلك عن طريق الألعاب المسلية التي تنشط الوظائف الدماغية المختلفة خاصة في ظل العزلة الاجتماعية التي يعاني منها بعض المسنين مع إنشغال الأبناء والأحفاد بمواقع التواصل الاجتماعي ، وكأنني بالمثل الإنجليزي الذي يقول “اذا لم تستطع التغلب عليهم ، إنضم اليهم “
بقي أن نقول بأن تمكين المسن من إستخدام الهاتف الذكي يساهم في تحسين جودة حياته من نواحي عديدة لذا يجب أن نحفز المسن ونشجعه على إستخدام التطبيقات المختلفه والا يقتصر إستخدامه على الواتس أب وتناقل الإشاعات والاخبار المحبطة أحيانا .