الصحوة – وائل حمد الوائلي
بالرغم من تعدد وسائل الأمان والسلامة في المركبات والسيارات؛ إلا أنه لا زال المجال للاختراع والابتكار في هذا الجانب مفتوحًا، وهذا ما عمل عليه المخترع العمانيّ المُهندس علي بس سالم البوسعيدي، صاحب اختراع جهاز (مُسعف) للطوارئ في المركبات، وفي حوارٍ خاصة للمزيد من الاستيضاحات حول هذا الجهاز وفكرة عمله أجريت معه الحوار التالي:
في البداية، حدثنا عن جهاز مُسعف بشكلٍ عام وما هي فكرة عمله؟ ومن أين جاءت فكرة هذا الاختراع القيِّم؟
جهاز الطوارئ في المركبات (مُسعف): جهاز إلكتروني ذكي، يُثبت في المركبات أو السيارات بحيث -لا قدر الله- إذا وقع حادث مروري في المركبة؛ فيعمل الجهاز مباشرةً على الاتصال وإرسال موقع الحادث وبيانات الحادث إلى أقرب مركز طوارئ أو شرطة.
ويساهم جهاز (مُسعف) في خفض وتقليل ضحايا الحوادث المرورية وأضرارها بصورة كبيرة، وتسريع وتيرة التواصل مع فرق الإنقاذ والطوارئ في السلطنة للاستجابة والتحرك لموقع الحادث، حيث إن جهاز (مُسعف) يُتيح تلقي معلومات عن الحادث بشكلٍ تلقائي ودقيق للجهات المعنية، والمساهمة في تقليص مستوى الخطأ البشري في تحديد موقع الحادث، وتحقيق أعلى مستوى من التكامل في الاستجابة لحالات الطوارئ.
ويأتي الجهاز بالعديد من التقنيات الحديثة والمتطورة والتي تقلل من حالات الإصابات الحادة من خلال اتصاله بمجموعة من أجهزة الإنقاذ المختلفة لجميع الحالات الطارئة، كما يُمكّن الجهاز الابتكاري (مُسعف) الجهات المعنية من الوصول إلى موقع الحادث في أقل مدة زمنية ممكنة.
وجاءت فكرة هذا الاختراع بعد وفاة أحد الزملاء في حادث مروري أليم، عندما ظل ينزف داخل المركبة ولا أحد يعلم به، ولم تُبلغ الجهات المعنية عن الحادث إلا بعد مرور مدة من الوقت؛ فجاءت فرق الطوارئ، وكان قد فارق الحياة -رحمه الله- وأحد أسباب ذلك تأخُر التبليغ والاستجابة لذلك الحادث، ومن هنا تولّدت لدي فكرة اختراع جهاز يسهم في خلق منظومة أمن جديدة في المركبات.
ما التقنيات التي توجد في جهاز مُسعف؟
يعمل جهاز (مُسعف) على تقنية إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، والتي تتيح إمكانية ربط العديد من الأجهزة والمستشعرات وغيرها للاتصال عبر بعضها البعض عن طريق بروتوكول الإنترنت وتجميع المعلومات والبيانات وارسالها في وقت قياسي.
ما قوة الصدمة التي من خلالها يستجيب مستشعر الجهاز ويرسل بعد ذلك أوامر الاستجابة للجهات المختصة؟
تعتمد مستشعرات الحوادث المرورية التي أوصلتها بجهاز (مُسعف) على معيارين وهما: قوة الصدمة والتسارع، وهذا سوف تحديده الجهات المعنية وفقًا لمعايير الأمن والسلامة بعد وصول الجهاز لمراحله النهائية قبل الإنتاج.
نرى أن أجهزة الأمان في السيارة تتنوع أماكن وجودها داخل المقصورة.. فأين يكون موقع جهاز مُسعف بالتحديد داخل السيارة؟
يكون جهاز (مُسعف) مُثبت داخل المركبة في أسفل الكرسي الأمامي بجانب كرسي السائق، أما المُستشعرات المُرتبطة بالجهاز؛ فتكون موجودة في جميع جوانب السيارة ومتصلة بالجهاز.
كيف تعمل من ناحية السعي لإنتاج جهاز مُسعف بكميات تجارية ووصوله لسوق المركبات العالمي ليكون أحد أجزاء الأمن والسلامة الأساسية في السيارات؟
أنشأت في الآونة الأخيرة شركتي الخاصة (مُسعف للأعمال)، والتي أعمل من خلالها على تصنيع وإجراء التجارب على الجهاز لحين الوصول إلى منتج نهائي ذو جودة عالية وسعر مناسب للجميع ويصبح متاحًا للإنتاج التجاري.
كيف ممكن أن تطور هذا الجهاز مستقبلًا؟
من أبرز التطورات التي أعمل لأضافتها للجهاز مستقبلًا اتصاله المباشر بالأقمار الاصطناعية دون الحاجة لربط الجهاز بشبكة الاتصالات كوسيط، مما سيساهم في تقليل المدة الزمنية للاتصال إلى أقل حد ممكن، بالإضافة إلى التغلب على مشكلة ضعف الشبكة وانعدامها في بعض المناطق.
ما التحديات التي واجهتك أثناء وبعد اختراعك لجهاز مُسعف؟
إن من أهم التحديات صعوبة الحصول على التراخيص والموافقات اللازمة من الجهات المعنية، بالإضافة إلى صعوبة توفر المواد الخام الخاصة في تصنيع الجهاز مع عدم وجود مصانع مُصنعه لمثل هذه الأجهزة، ناهيك عن عدم وجود ورش لعمل التجارب وحوادث السيارات الافتراضية لاختبار الجهاز وعمل المستشعرات، وكذلك عدم وجود مصانع للسيارات في المنطقة للتعاون معها بشأن الجهاز.
ما طموحاتك المستقبلية في مجال الاختراعات بشكل عام، ومجال الأمن والسلامة من خلال جهاز مُسعف بشكل خاص؟
أطمح لخلق صناعة جديدة في بلدي عُمان من خلال عمل مصانع متخصصة في تصنيع وفحص وسائل الأمان والسلامة في المركبات.
كذلك أسعى إلى التوسع في مجال أجهزة الأمن والسلامة، بحيث تشمل اختراعاتي وصناعتي الأمن والسلامة في المنازل والقطاع الحكومي والخاص، وكل ما من شأنه أن يحفظ سلامة الأفراد والممتلكات.
حصلت الشهر الماضي على الدكتوراه الفخرية من اتحاد المخترعين الدوليين في المملكة المغربية، ما الذي تمثله لك تلك الشهادة معنويًا لمزيد من الاختراعات؟
جاء منحي شهادة الدكتوراة الفخرية تقديرًا للجهود المبذولة في مجال الاختراعات والابتكارات والبحث العلمي في الوطن العربي، وبلا شك أن حصولي على شهادة الدكتوراه الفخرية في الاختراعات من اتحاد المخترعين الدوليين يُعد حافزًا ودافعًا لبذل المزيد من الجهد لتحقيق المزيد من الإنجازات والأهداف في تنمية الاختراعات والابتكارات والحراك العلمي في سلطنة عمان والوطن العربي.
وفي ختام هذا الحديث، قال المهندس علي البوسعيدي أنه بعد قُرابة العام من حصول جهازه مُسعف على براءة الاختراع من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ساهم ذلك في مزيدٍ من التطورات التي سعى من خلالها في تطوير أكثر من نموذج للجهاز، كما حصل على عقد مشروع تجريبي لجهاز مُسعف من إحدى الشركات العاملة في مجال السيارات في السلطنة، بالإضافة إلى تأسيسه لشركة مُسعف للأعمال والتي يرى بأنها ستساهم في تصنيع وتوريد جهاز مُسعف للسوق المحلي والعالمي إن شاء الله.