الصحوة – انطلقت فعاليات ” ملتقى الخضراء الدولي للنحت 2 ” في نسخته الثانية التي تمتد لـ 13 يوماً خلال الفترة من (14– 26 يناير) 2023م، وتقام في مقر فريق الخضراء الثقافي الرياضي بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية بمشاركة 14نحاتاً محليًا ودوليًا من 10 دول يمثلون ثلاث قارات ( إيطاليا وتنزانيا وإيران وتونس والسودان والأردن والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت بالاضافة إلى سلطنة عمان.
جاء تنظيم الملتقى بجهود من فريق الخضراء الرياضي الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب وإشراف مكتب محافظ شمال الشرقية “وبدعم مجموعة من مؤسسات القطاع الحكومي والخاص في سلطنة عُمان وبدعم سخي من أهالي البلد وذلك بتسخيرهم طاقتهم وتكاتفهم لأجل هذا الملتقى والتي كان لها الدور الكبير في إنجاح وإبراز هذه التظاهرة الفنية الثقافية.
وتعد هذه النسخة الثانية للملتقى والتي سوف تشهد كذلك مشاركة نسائية لأول مرة، يتخلل الملتقى الكثير من الفعاليات والأنشطة الترفيهية، والأمسيات الثقافية، ورحلات سياحية للفنانين؛ وذلك للتعرف على محافظات سلطنة عمان والجماليات التي تزخر بها الولايات العُمانية. جاءت عمليات التجهيز والاستعداد لهذا الملتقى بأيادي عمانية شابة بكل جوانبه التخطيطية والإدارية والفنية والإعلامية، فتم العمل مبكراً ومنذ أشهر لأجل الوصول لمستوى متقدم فيه التجديد والمزيد من التطوير عن نسخته الأولى التي كانت في يناير الماضي من عام 2022م. اجتهد الجميع بروح الفريق الواحد ليصل تنظيمًا وإشرافًا لهذا المستوى، فقد تم تقسيم الفريق المنظم للملتقى لمجموعة من اللجان وكلها تضم أعضاءً من أبناء وشباب الوطن الطموح.
يفتح الملتقى أبوابه للزائرين حتى 26 يناير الجاري بمقر الفريق في ولاية المضيبي، وذلك بهدف إيجاد حراك فني ثقافي دولي في القرية العمانية الطيبة وتبادل الثقافات والخبرات الفنية، كذلك عرض الأعمال النحتية في متحف فني للنحت المعاصر مع الطبيعة؛ ليكون وجهة سياحيه ثقافية فنية، ويهدف الملتقى أيضاً إلى نشر ثقافة النحت في المجتمع العُماني ولكي ينال هذا الفن مكانته بين عامة الناس، وليكون هذا الملتقى أيضاً داعماً ودافعاً للشباب العُماني الواعد لينظر لهذا الفن وهو مُترجم واقعياً بلمسات أيادي فنانين مبدعين محلياً وعالمياً .ومن جانب آخر سيكون هذا الملتقى تعريفاً للفنانين الدوليين بالثقافة العمانية والعادات والتقاليد المختلفة.
وفي هذا الجانب تحدث محمد بن سالم الراشدي رئيس فريق الخضراء عن فكرة الملتقى والأهداف والخطط المستقبلية: قبل البدء لابد أن نلقي الضوء قليلًا على فريق الخضراء الذي يعد أبرز الفرق الأهلية في سلطنة عمان والحائز على جائزة “مبادرون” التي تنظمها سابقًا وزارة ( الشؤون الرياضية ) وكان ذلك في مطلع عام 2019 بعد أن استكمل البنية التحتية من منشآت رياضية وثقافية بجهود أبناء البلد ودعمهم وفق خطة طويلة الأمد .
بعدها جاءت الفكرة في العام الماضي لاستقطاب ملتقى للنحت خصوصًا وأن عدد من الشباب في الفريق كانت لهم مشاركات محلية ودولية في ذات المجال خاصة بعد أن شارك المجتمع ككل في وضع استراتيجيات رؤية 2040 وأصبحت نافذة ومنها التركيز على الهوية والمواطنة والمحافظة على الثقافة والمبادئ العمانية الأصيلة في ظل عالم متسارع وبالتالي ليس هناك أجمل من هذه اللقاءات الإنسانية التي تجمع العالم ضمن أهداف نبيلة .
وأضاف الراشدي: إن تحقيق رؤية عمان 2040 هي مسؤولية مجتمعية وليست مقتصرة على الجهات الرسمية فقط بل هي مسؤولية كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة.
إن من بين الأهداف الطويلة المدى إنشاء متحف مفتوح للنحت المعاصر ضمن شراكة بين المجتمع والجهات الرسمية والقطاع الخاص وبإذن الله سوف نعمل عليه بالتنسيق مع كل الجهات ذات العلاقة حتى يرى النور ليكون الأول من نوعه على مستوى سلطنة عمان ويكون مزارًا ثقافيًا سياحيًا دائم وإضافة قيّمة للمحافظة والولاية وللخضراء هذه البلدة السياحية التي تقع على ضفاف وادي عندام وتتوسط طريق السواح العابرين بين محافظتي الداخلية وشمال الشرقية .
وأكد: قبل الشروع في الفكرة لاستضافة النسخة الأولى العام الماضي تم التنسيق مع وزارة الثقافية والرياضة والشباب ونتقدم لهم بالشكر الجزيل على تبنيهم للفكرة ومساندتهم الكبيرة وكذلك الحال تم مع مكتب سعادة الشيخ محافظ شمال الشرقية وسعادة الشيخ والي المضيبي ونادي المضيبي ضمن عمل مؤسسي مشترك بين الجهات الحكومية ودعم من القطاع الخاص ودعم لا محدود من أهالي البلد.
في النسخة الأولى استقطبنا مشاركين من 5 دول وحققت نجاح فاق التوقعات ما شجعنا على تكرار الفكرة هذا العام وبشكل أكثر خبرة ونجحنا في استقطاب مشاركين من 10 دول توزعو بين قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا .
في النسخة الأولى وضعنا اللجان وفق الاحتياجات وبالتالي استكملنا هذا العام ما بداناه في العام الماضي فتم تقسيم اللجان للعلاقات العامة والفنية واللوجستية والتغذية وتم تعيين رئيس لكل لجنة يرتبطون جميعا باللجنة الرئيسية المنظمة للملتقى.
الأجمل في كل ذلك أن كل التخطيط والتنظيم والعمل المساند في أدق التفاصيل جميع ذلك بأيدي شباب الفريق إبتداءً من سائق القاطرة والمقطورة التي ذهبت إلى ولاية صحار في شمال الباطنة لنقل الرخام من المحجر وحتى مقر الفريق في ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية، والفنيين والمهندسين للأعمال الكهربائية والمياه كلهم مواطنون شباب.
وكذلك اللجنة الإعلامية بكل تفاصيلها هم من أبناء الفريق بل حتى المناط بهم التغذية من طباخين ومباشرين هم من أبناء البلد وبذلك نوجد قيمة مضافة لأبناء المنطقة ناهيك عن مكان الإقامة ضمن النزل المرخصة في البلدة ومرورا بكل ما سوف يضيفه من نشاط تجاري واقتصادي للبلد.
بالإضافة إلى المنحوتات الحالية التي سوف يخرج بها هذا الملتقى بحيث أن كل نحات مشارك يبرع لنا في نتاج لوحة فنية مستقلة في فكرتها وتنفيذها، يمكنكم أن تتأملوا الإبداع والدقة في منحوتات ومجسمات النسخة الأولى من الملتقى، والتي تم عرضها في ركن خاص لتنقل لكم رسائل متنوعة في فن النحت.
وأهم ما يتفرد به هذا الملتقى هو أن الجمهور الزائر يمكنه أن يشاهد فن النحت في أرض الواقع وأن يتابع الفنانين في مختلف مراحل إنجاز الأعمال الفنية المشاركة، فهناك مجموعة من الفنانيين ينفذون خطوات ومراحل أعمالهم الفنية على أرض الواقع، لكي ينقل لنا المشهد بأدق تفاصيله في رم وتنفيذ العمل الفني، ويمكن أن تتعرف على نوع الرخام ومصدره وكذلك الأدوات المستخدمة في هذه المنحوتات الفنية، وهي فرصة لن تتكر كثير لتستمتع بهذا الفن فلك أن تتخيل كيف أن قطعة صماء من الرخام تتحول للوحة فنية جميلة فكرة وتنفيذًا.
لم يكن “ملتقى النحت” الفعالية الأولى التي ينفّذها فريق الخضراء بل شهد هذا الفريق خلال مسيرته الحافلة بالجدِّ الكثير من الفعاليات منها :دورات تختص بالشباب الناشئ، ودورات مخصصة للمرأة العمانية، وفعاليات للأطفال أيضاً. وكانت للفريق مشاركة في البطولة الدولية للناشئين والتي استضافتها السلطنة وشاركت فيها أندية عالمية مثل مانشستر سيتي وانتر ميلان، وحقق الفريق خلالها كأس البرونز.
طموحات الفريق
ولم يقف طموح فريق الخضراء الرياضي الثقافي إلى هنا فحسب بل هناك أمنيات كثيرة يصبو إلى تحقيقها بعزم وجهد راسخ، فيأمل الفريق أن يستمر في استضافة هذا الملتقى أيضاً بنسخه المتتالية مستقبلاً، وأن يتم تخصيص متحفاً يضم هذه الأعمال النحتية؛ ليكون مزاراً للسائحين من سلطنة عُمان وخارجها.
الجدير بالذكر أن الفريق بدأ مسيرته في عام 1980م بأنشطة ثقافية واجتماعيه ودينية بسيطة، نراه اليوم بعزم وحزم ينظّم ملتقيات دولية، ويمضي بطموح أبنائه مُسطراً شعار “الخضراء عطاء ونماء ” فيما يقوم الفريق حاليا بالمشاركة الدولية الثالثة والتي يستضيفها الفريق هذه المرة، وهي “ملتقى الخضراء الدولي للنحت” وقد تم اختيار مقر فريق الخضراء الرياضي الثقافي ليكون مسرحاً لالتقاء الفنانين .
وبذلك سوف يسجل الفريق اسمه في خارطة الأعمال الفنية الدولية ويكون أيضا قد ساهم في إبراز الوجه المشرق لسلطنة عمان وترويجها سياحياً وثقافياً، على أمل أن ينظم الفريق فعاليات وملتقيات دولية أخرى.