الصحوة – المصممة أمل الريامي
إنَّ عالم تصميم الأزياء هو عالم مليءٌ بالإبتكار والإبداع، وهولا يأتي من فراغ وإنما يأتي من فكرمصمم مبتكرٍ، يتمتَّع بخيالٍ واسعٍ/ وذوقٍ رفيع، ودقة متناهية؛ فالتصميم هوابتكار اللاموجود من أجلِ تكوينٍ يشتملُ على مزيج من الأفكار والمشاعر والرؤى الجمالية.
المصمم صاحب موهبةٍ قادرةٍ على الإبتكار، ولديه ميول ورغبة في هذا الفضاء، ومن ثم يأتي الجانب العلمي لصقل وتقوية الموهبة، من أجل إبداعٍ أصيل، وابتكار متميَّز.
المصمم القديرُ لايقتصر على الإبداع في تصميم الأزياء فقط؛ وإنما يجب أن يحظى بملكةٍ شاملةٍ في توظيف مكمِّلات الزِّي؛ كالإكسسوار، والحقائب، والأحذيه وغيرها.
إنَّ بعض المصممين يتقنون التصميم بالرسم مع إظهار أدقِّ التفاصيل، أما البعض الاخر فيطبِّقون التصميم مباشرة على المجسَّمات (المنيكان)، نتيجةً للخبرة، والممارسة العملية.
لا شكَّ أنَّ تصميم الأزياء ليست مهمة سهلة كما يتوقعها البعض فهي مبنيةٌ على أسس وقواعد وقوانين علميةٍ وعملية.
وهُنا أستذكر فتاة إستشارتني في أنها لا تستطيع توصيل المعلومة للخياط إلاإذا اطلعتهُ على صورة شارحة، فسألتها عن الخط الذي تتَّبعهُ في تصميم الازياء، فأجابتني بأنها لا تعرف، فسألتها ثانية إن كانت تحبُّ تصميم الازياء، فكانت إجابتها باهتة، غير مؤكدة، قائلة: لا أدري، حينها قلتُ لها: إن تصميم الأزياء ليس معناه أن نرى زيَّا معينا، فنقلِّدهُ بتصميم يماثله، هذا ليس هو التصميم، وإنَّما تصميم الأزياء موهبةٌ نابعةٌ من شغفكِ به، وتلك هي موهبة ربانية لا يستطيع أيُّ فرد أن يمنحك إِياها.
يجب أنَّ نمَيِّز أيضاً دار المصمم والمطوِّر للأزياء؛ فمن تقوم بعمل مشروع للأزياء الوطنية بأقمشةٍ حديثة، وتظهرها، فلا يمكنُ أن يُطلقَ عليها لقب”مصممة” وإنَّما “مطورة”، فقد تابعتُ في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي من كتبت:”تم إختياري المصممة الأولى”، فعلى أي أساس تدَّعي أنه تم اختيارها “المصممة الأولى”، وما هي المعايير التي تم عليها الإختيار، وعندما تصفَّحتُ حسابها لم أجد سوى بضعة أزياء تقليدية!.
الجديرُ بالإشارة أنَّ تصميم الأزياء ليست مهمةً وقتيةً وإنَّما هي إبداعٌ متطوِّرٌ، مستمرٌ، بالإضافةِ إلى أن رتمه سريع، ولذلك يجب على المصمم أن يطوِّر من ثقافته، وخُبراته باستمرارٍ، وأن يتابعَ دورالأزياء العالمية، وجديد الموضة.
كما أنَّني أود أن أُشير إلى نقطة مهمة وهي أن على مصمم الأزياء بدايةً تطبيق هذا الفن الجميل على نفسه، أولا حتى يكون قدوة في الأناقة، والذوق، فهو المسوِّق الأول لتصاميمه. كما يجب على المصمم أن لا ينفرد برأيهِ، ويستمع للزبون حتى يستوعب، ويتفهَّمَ، ويتوصَّل إلى ما يطلبه.
ختاماً أشير إلى أنَّ المصمم يجب ان يراعي مجتمعه في تصاميمه فهو إبن بيئته ويجب عليه ان يستفيد من كل ما حوله من تفاصيل وجماليات لإبراز هذا الفن الجميل بأسلوب يتقبَّلهُ المجتمع.