بقلم : سليمة بنت عبدالله المشرفية
كنت ذات يومٍ في زيارة لمجمّعٍ صحي – والناس في الغالب لا تذهب إلى هناك للتنزه والاستجمام وإنما تذهب مدفوعةً بضرورة البحث عن ما يسكّن آلامها ويضمّد أوجاعها – وأثناء ما كنت في الطابور لأخذ (استكر) تعطّل البرنامج(نعم تعطّل البرنامج وعلى المرضى أن ينتظروا لحين إصلاح العطل ) أو يبحثون لهم عن مصدرٍ آخر يحل مشكلتهم غير المستشفى، ومثل ذلك يتكرر بصفةٍ دائمة في دوائر الأسكان والعمل والبلديات وغيرها
ما أجمل التحوّل الرقمي الذي تتيسّر بفضله الكثير من المعاملات المعقدة ؛فهو يربط بين المعلومات من كافة جهات الاختصاص ويسهّل طريقة الحصول عليها بضغطاتٍ معدودة خلف شاشة الحاسوب ، وهذا بلا شك جهدٌ كبير وعمل دؤوب يشكر عليه القائمين عليه في وطننا العزيز من أجل مسايرة روح العصر ومتطلبات مستقبل التنمية في البلاد
إن التحولَ الرقمي في عمان لم يأتي دفعةً واحدة بل أن المؤسسات الحكومية أدخلته على فتراتٍ طويلة ، بين متقدمٍ منها ومتأخر، وقد تبنت كلُ مؤوسسةٍ برامجاً مختلفة من أجل العمل عليها راغبةً من ذلك التيسير على موظفيها في سهولة الوصول للمعلومات المطلوبة وعلى مراجعيها بطلبِ أقل القليل من المستندات والوثائق ، وهذا الأمر يحقق ما تسعى إليه دول العالم في مسألةِ الاستدامة وتقليص التلوث البيئي…
وفي الحقيقة فإن لكلِّ خيارٍ يميل إليه الإنسان في هذه الحياة إيجابيات يركن إليها وسلبيات يحاول التغلبَ عليها ، وايجابيات التحول الرقمي كثيرة منها ما أشرنا إليه ، ولا يخلو الأمر من سلبيات؛ فإن معاملة المراجع -القادم بآماله العريضة في حلِّ معضلته أو تخليص معاملته – تكون مرهونةً بشبكةِ انترنت- تضعف وتقوى- وببرنامجٍ ينشط ويتوقف ويتعطّل ؛ فإن كان من حسْن طالع المراجع أن صادف برنامجا فعّالاً وشبكةً قوية تيسّر أمره وإن عانده الحظ فصادف برنامجاً كسلاناً توقفت معاملته وكان عليه الرجوع في يومٍ آخر ، أو قضى يومه منتظرا في صالات انتظار المؤسسة ريثما يجود البرنامج عليه بصدور معاملته!!!!
قد تبدو جهود الماضي قديمة ولا تتلاءم مع ضرورة التغيير ، ولكن أيضا للماضي إيجابيات يجب الاستفادة منها وأخذها بعين الاعتبار والعاقل من أخذ من ماضيه ليومه ومن يومه لمستقبله، لا أن ينسِف كل الجهود التي مضت ويبني من جديد بأساسٍ جديد ؛ فماذا كان سيحدث لو أننا جمعنا بين أوراق الماضي وتقنية الحاضر ، أجزم أننا لو اخترنا الجمع بين الأمرين لحُلّت أكثر المشاكل وأصعبها ولصبَّ هذا العمل في مصلحة المؤسسات من حيث زيادة الدخل وفي مصلحة المراجع من حيث قضاء معاملته بأبسط الطرق وأيسرها .