بقلم: د. حمد بن ناصر السناوي
مع نهاية شهر أغسطس يودع الطلاب و بعض الآباء والأمهات الإجازة الصيفية خاصة وأن معظم العاملين من الأبناء والأمهات ينظم موعد إجازته السنوية ليتوافق مع إجازة المدارس ليقوم المتمكن من السفر في داخل الوطن أو خارجه ومن الملاحظ أن السفر أصبح من أساسيات الإجازة فلك أن تتخيل أنك عندما تخبر شخص ما أن ستخرج في إجازة يبادرك بالسؤال إلى أين ستسافر؟ وقد يصاب بالدهشة عندما تجيبه أنك لن تسافر، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي التي تبهرنا في طريقة التسويق للأشياء تبهرنا أيضا بعرض فيديوهات لأشخاص يقضون وقتا ممتعا في السفر ويشاركوننا تجاربهم والأنشطة التي يقترحون القيام بها والمطاعم التي يرشحونها لنا، وإن كنت من عشاق الطبخ في الهواء الطلق فهناك حتما الفيديوهات التي تشرح الوصفات الجديدة واللذيذة التي تعد على أجهزة حديثة يتم الترويج لها دون أن ندري، ببساطة يتم إقناعك بضرورة السفر خلال إجازتك من جميع الجهات حتى تكاد تشعر بالتقصير في حقك أطفالك إذا لم يسافروا خلال الإجازة وهذا الأمر يحرج من لا تتوفر لديه القدرة المالية وربما يدفعه لأخذ قرض من أجل السفر.
بعد الإجازة الطويلة قد يعاني البعض مما يعرف باكتئاب ما بعد الإجازة والذي رغم أنه لا يعتبر من الأمراض النفسية إلا أن أعراضه تتشابه مع أعراض مرض الاكتئاب ومنها التوتر والشعور بالتعب وسرعة الانفعال وغياب الحافز للعودة إلى العمل أو إلى الروتين الطبيعي، هذه الأعراض عادة ما تكون مؤقتة يتأقلم الاغلبية من الناس بعدها لكن البعض يمكن أن تطول لديه هذه الاعراض وتؤثر على صحته النفسية وأدائه في العمل أو تؤدي إلى صدامات مع الزملاء، أو إلى انخفاض معدل الرضى الوظيفي بشكل عام. أحيانا قد تزيد بعض العوامل من احتمالية الإصابة الموظف أو الطالب باكتئاب ما بعد الإجازة ومنها التغير في الروتين خلال الإجازة مثل السهر لساعات طويلة والنوم خلال الصباح والانقطاع عن العمل وفقدان السيطرة على الجدول اليومي حيث تكثر النزهات وتتغير أوقات تناول الطعام، ويوصي أطباء النفس ببعض الخطوات التي تجنبك اكتئاب ما بعد الإجازة ومنها العودة إلى العمل تدريجيا من ترتيب المهام والتواصل مع زملاء العمل لمعرفة ما فاتك خلال الإجازة والمحافظة على صحتك الجسدية والنفسية والحصول على قسط كاف من النوم وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والقراءة والتواصل مع الأهل الأصدقاء، كما يستفيد الطلبة بالتحديد من تنظيم الوقت و وضع خطة دراسية معتدلة تتخللها أوقات للراحة فلا تتحول ساعات الدراسة إلى ماراثون من محاولة حفظ المعلومات دون إستيعابها، ولعل طلبة الدبلوم العالي الأكثر حاجة في إتباع منهج علمي في المذاكرة الصحيحة في ظل التضخم الذي تشهده الدرجات النهائية و زيادة التنافس على مقاعد الجامعات في شتى التخصصات مما يضع الطلاب تحت ضغط نفسي من بداية العام.
ختاما، ندعوا الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح