الصحوة – بلقيس الهنداسية
تزامنًا مع انتهاء الإجازة الصيفية يستعد أولياء الأمور لتجهيز أبنائهم للعودة إلى المدارس ، حينها يقضي الطلاب ثلثي يومهم في المدرسة؛ مما يتطلب الاعتناء بتغذيتهم الصحية السليمة تجنباً لحدوث قلة في التركيز والحركة وعدم القدرة على مواصلة اليوم بطاقة ونشاط ، لذا يجب على الأمهات التعرف على كيفية تغذية الطالب أثناء الدراسة وأهمية العناصر التي يجب توفرها في وجبة الإفطار اليومية.
صحيفة الصحوة كانت في حديث خاص مع أخصائي التغذية العلاجية والرياضية كامل بن محمد الزدجالي للحديث أكثر حول هذا الموضوع، فاستهل كلامه قائلاً، إن التغذية السليمة لطلاب المدارس تعتبر من الأمور بالغة الأهمية؛ لأن هذه المرحلة العمرية تشكل محور أساسي في نموهم الجسدي ، فالتغذية السليمة تعزز المناعة وتقاوم الأمراض ونزلات البرد المتكررة، وتحسن معدلات النمو، وترفع كفاءة العمليات الأيضية، وتحسن الحالة المزاجية وتقلل من عبء الضغوطات، كما تعزز كفاءة النمو الذهني وقدرات الذكاء ومستويات الاكتساب المعرفي.
وأضاف “الزدجالي” أن البحوث والدراسات المحكمة توصي بضرورة تجنب بعض الأطعمة بهذه المرحلة العمرية؛ كونها تعمل كمثيرات مرضية أو معيقات النمو عند الأطفال مثل: الأطعمة الغنية بالسكريات كالحلويات، والمخبوزات المحلاة ، والعصائر المصنعة، والمشروبات الغازية، والسكاكر والتي بدورها تؤثر سلبًا على التركيز ومستويات النشاط، وتحفز تسوس الأسنان واكتساب الوزن الغير صحي والذي يؤدي للسمنة.
أيضاً توصي الدراسات بتجنب الأطعمة الغنية بالدهون كالزبدة وبعض الأطعمة المقلية بالزيت فهي تسبب عسر الهضم، والتخمة، وفرط الوزن، وتؤثر على شهية الطلاب وانفعالاتهم العصبية. وكذلك يجب تجنب الأطعمة الخالية من الألياف والتي تسبب الإمساك، وعسر حركة الأمعاء، والارتجاع، والحموضة وما يصاحبها من صداع وعصبية.
كما أفادت الدراسات بتجنب تناول الأطعمة الخالية من الحليب ومشتقاته فهي تسبب هشاشة العظام، وضعف النمو، واللياقة، وتسوس الأسنان، وكذلك الأطعمة المصنعة من اللحوم ومشتقاته ، الحلويات والمخبوزات ، فهي غنية بالدهون والأملاح وفقيرة بالألياف مما يجعلها سبباً في التخمة وعسر الهضم وشراهة الأكل.
ووجه أخصائي التغذية رسالته للأمهات قائلاً نوصي الأمهات بالمحافظة على وجبة الإفطار المنزلية والتي تعد وقود الطالب ليومه الدراسي، مع مراعاة تنوع الأطباق في وجبة الإفطار بين حصص النشويات ، الفواكه ، الألبان، البيض واللحوم أو البقوليات ،الخضار، وتزويد الطالب بوجبة خفيفة يتناولها في ساعات الفسحة المدرسية مع التركيز على أهمية حفظ حرارة الوجبة بطريقة مناسبة تضمن سلامتها وتمنع الضرر منها. وأردف حديثه قائلاً كما أنصحهن بتزويد الطالب بكميات كافية من الماء والسوائل مراعاة للجو الحار وطول ساعات الدراسة، وتجنب إعادة تسخين الأطعمة وخصوصًا اللحوم منها مما يؤثر على سلامتها، وندعوهن لحفظ الأطعمة بشكل منفصل يضمن الحفاظ عليها لحين وقت الفسحة مع مراعاة الحالات المرضية عند الأقران، وتجنب مشاركة الأطعمة كالبقوليات للمصابين بالأنيميا أو السكريات للمصابين بالسكري وغيرها من الحالات المرضية.