الصحوة – إسحاق السعيدي
انتشر مفهوم التداول في الآونة الأخيرة بشكل واسع، وصاحَب هذا الانتشار زخم وجدل كبيرين أديا إلى كثرة النقاشات حول مفهوم التداول وأشكاله وطرقه، وعادة ما ينقسم الناس بين مؤيد ومعارض لهذه الطريقة الجديدة على مجتمعنا من طرق الكسب المادي السريع والكبير غير المعتادة، وما يصاحب ذلك من مشاكل قانونية وشرعية.
وارتأت “الصحوة” محاورة الخبير والمدرب في مجال التداول: نصر السعيدي، أحد الشركاء المؤسسين لشركة ومعهد “Smart Trading” المختص بالتداول في الأسواق المالية العالمية، لمعرفة المزيد حول مفهوم التداول، وكيفية تجنب النصب والاحتيال الذي تمارسه بعض الشركات غير الموثوقة.
يعرفنا نصر السعيدي بداية عن مفهوم التداول فيقول: “التداول ليس بالمفهوم الجديد كما يعتقد البعض، فهو موجود منذ القدم بمصطلح المقايضة، ويعني عملية إبدال سلعة بأخرى، أما مصطلح التداول الذي ينتشر اليوم فيشير إلى عملية إبدال جزء من رأس المال بعملة أخرى، فهي أشبه بعملية الصرافة، والربح يتحقق بفارق العملة بين عملية البيع والشراء”.
أما عن أشكال ومجالات التداول فهي كثيرة، يقول السعيدي: “يمكن أن يتداول صاحب المال في أسهم الشركات الكبيرة مثل سناب شات وتسلا، أو في المؤشرات الصناعية مثل ناسداك وداو جونز، كما يمكن التداول في العملات مثل الدولار واليورو، أو في المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة، وظهر مؤخرا التداول في العملات الرقمية مثل بيتكوين وايثيريوم”.
ينتشر خطر النصب والاحتيال في تعاملات التداول، وبعضها يكون مبني على تراخيص مزورة أو منتهية الصلاحية، فكيف يمكن التأكد من موثوقية المنصات التي نتداول فيها؟
“كل الشركات تضع تراخيص عملها على مواقعها الالكترونية، لكن ليس كل ما يوضع صحيحا، فيجب بداية التأكد من مصداقية هذه التصاريح وأنها غير وهمية وقد صدرت فعلا من الجهات المرخِصة، كما أن من المهم التأكد أن هذه التصاريح نشطة وغير منتهية الصلاحية”، ويضيف السعيدي: “هناك دول يكثر فيها غسيل الأموال مثل قبرص التي يعرف عنها انتشار الشركات الوهمية فيها، فمن الضروري تجنب الشركات التي تعمل من هذه الدول”.
ماذا عن الشركات التي ظهرت منذ فترة وتعطي أرباحها بناء على تفاعلات معينة يقوم بها المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي؟
“هذا لا يسمى تداولا، بل هو تسويقا هرميا، أو ما يعرف بهرم بونزي، وهو شكل من أشكال الاحتيال التي تجلب ربحا سريعا من غير مقابل يذكر، والتداول ليس بهذه الطريقة، بل هو عملية بيع وشراء تتطلب جهدا في متابعة السوق وخبرة في التعامل مع أوضاعه المختلفة”.
إلى أي مدى يعتبر التداول آمنا وخالي من الأخطار؟
“الحقيقة المرة للراغبين في الدخول لمجال التداول أن عمليات التداول ليست ربحا كبيرا بأقل جهد ممكن، ولن يصنع أحد ثروة كبيرة برأس مال صغير، بل هو مجال تدريجي يبدأ فيه المتداول بمحفظة لا تقل مدخراتها عن 200 إلى 300 دولار، وتتطلب عملا كبيرا في متابعة حركة السوق وفهم مؤشراته والعوامل المؤثرة فيه، فهو مثل التجارة تماما، كلما زاد رأس مالك فيه وزادت نسبة المخاطرة، عظمت الأرباح، وربما الخسائر، وهذا يعتمد على مدى الخبرة المكتسبة عند المتداول”.
ويستدرك مدرب Smart Trading: “ومن هنا يأتي دورنا كخبراء ومختصين في المجال في توعية المتداولين المبتدئين وتثقيفهم، فهدفنا في معهد “المتداول الذكي” نشر ثقافة التداول والاستثمار لدى المجتمع العماني بالطريقة الصحيحة الموثوقة، فنقدم برامج تعليمية مجانية وأخرى مدفوعة، كما نقدم استشارات مالية، وتوصيات من محللين خبراء، ونضع المشتركين معنا في مجتمع متداولين نشط، ونزودهم بخطط مالية مدروسة”.
وعن البرامج التعليمية التي يقدمها معهد “المتداول الذكي” المرخص من وزارة التعليم العالي ووزارة العمل وغرفة تجارة وصناعة عمان فهي:
برامج تعليمية في التداول من الصفر للمبتدئين.
برنامج تعليمي في التحليل الكلاسيكي والفني.
مدرسة التحليل” الهارمونيك”
مدرسة التحليل “SMC”
مدرسة التحليل “الموجي-إليوت ويف”