الصحوة – الدكتور حمد بن ناصر السناوي
لا يزال العدوان الإسرائيلي على غزة مستمر في هدم المنازل والمستشفيات واستهداف المدنيين العزل أمام أعين سكان العالم الذي يشاهد دون أن يحرك قادته إصبعًا لإنقاذ الأبرياء ، حتى الدول الغربية التي تتشدق بحقوق المثليين والمهووسين بعمليات التحويل الجنسي يدعم أغلبها الجيش الإسرائيلي في وضح النهار ضاربين بالمعاهدات الدولية التي يتباهون في كتابتها عرض الحائط. هذا العدوان كشف العديد من الأقنعة الزائفة و أظهر الوجه القبيح الذي يلوح بالعنصرية ضد الفلسطينيين ،بل والمسلمين جميعا ، حتى برامج الذكاء الاصطناعي التي صممها الغرب تعطيك أجوبة ملتوية و منحازه للعدو اذا ما سألتها عن حق الفلسطينين في الحصول على دولة مستقله ، كيف لا و هذه البرامج تم تغذيتها بالكذب والخزعبلات التي ينشرها الصهاينة عن أرض الميعاد و شعب الله المختار.
في الأسبوع الماضي تناقلت وسائل الإعلام خبرعن توقيع مجموعة من الأطباء الصهاينة وثيقة تدعو الجيش الإسرائيلي إلى إستهداف جميع المستشفيات في غزة رغم أن هؤلاء الأطباء من المفروض أنهم أقسموا على حفظ حياة الإنسان في جميع أحوالها ، أحزنني هذا الخبر كثيرا و لم أتوقع أن أسمع أن الأطباء الذين يحتكمون إلى ضمائرهم وإلى الأخلاقيات الطبية التي لا تميز بين المرضى مهما كانت جنسياتهم أو دياناتهم أو إنتمائهم السياسي ، لكننا نعيش في زمن الحقد والكراهية ، زمن يدعوا فيه أحد الوزراء الإسرائيليين إلى ضرب غزة بالسلاح النووي المحرم دوليا ويكتفي سكان العالم بالاستهجان و الشجب والتنديد، حتى بعد دخول الحرب يومها السابع والثلاثين و مع تساقط الالاف من المدنيين العزل في غزة و إستشهاد عائلات بأكملها.
سقط القناع عن العالم الغربي الذي هب لنجدة الأوكرانيين عندما شنت روسيا عليها الحرب وتعاطف الملايين مع الأطفال المهجرين ذو الأعين الزرقاء الذين يحتسي أبائهم و أمهاتهم الموكا و الكابتشينو في مقاهي ستاربكس وغيرها ، بينما تجاهل الملايين ما يحدث في غزة بل قام المشاهير منهم بإلباس أطفالهم بملابس ملطخة باللون الأحمر لعيد الهالاوين سخرية بأطفال غزة.
وسقط القناع عن السياسيين الذين عجزوا في اجتماعاتهم المطولة في الفنادق الفخمة عن الحراك لإيقاف الحرب بل و تجرأ البعض منهم بالتصريحات بأن تدمير حماس هو الحل بينما اكتفى الباقون بإصدار البيانات التي تدين الضحية أكثر من إدانتها على المعتدى الغاشم المدجج بأحدث التقنيات العسكرية والذي يمارس القتل والتهجير الجماعي و يقنن دخول المساعدات تحت مباركة زعماء العالم الحر الذين توافدوا لتقديم الدعم النفسي والتشجيع على المزيد من الدمار و إطعام جنود الاحتلال البرجر والبطاطس المجانية بينما يجوع شعب غزة و يعطش.
سقط قناع مدعي الفن الراقي في بعض الدول العربية وهم يتمايلون و يرقصون في إحدى المهرجانات متجاهلين ما يحدث في غزه حتى إذا ما انتهى العرض المخزي و إمتلاء رصيدهم بالريال والدولار تباكوا أمام الجماهير و دموع التماسيح تنساب من أعينهم و هم يرددون ” إحنا مش بتوع فلوس”.
لكن ومع كل هذا الحزن الذي يغمرنا يجب ألا ننسى أن الله سينصر أوليائه و سيهزم الجند و يولون الدبر فلنستمر في الدعاء و المقاطعة و لا نقنط من رحمة الله، ألا أن نصر الله قريب.