الصحوة – ياسر الشبيبي
ما يحدث في غزة من مجازر دموية وصل عدد شهداءها حتى اليوم إلى أكثر من 15,000 شهيدا أغلبهم من النساء والأطفال ؛ أدى بطبيعة الحال إلى تولد مشاعر من السخط والغضب والحزن في قلوب كل ما لديهم ذرة من الإنسانية؛ منهم ملايين المسلمين والعرب الذين تأثروا بالمناظر المرعبة التي تسبب بها كيان صهيوني غاصب لأرض فلسطينية أصيلة.
ولعل تلك الوقفة الطلابية في إحدى مدارس السلطنة للتعبير عن تضامنهم و وقفتهم مع شعب عربي مسلم تمارس في حقه إبادة جماعية بشكل ممنهج ومدروس أمام مرأى ومسمع العالم أجمع إلا نتاج تراكمي لكل تلك المشاعر التي ولدتها تلك الصور والمقاطع المرعبة للضحايا؛ من أطفال ونساء عدا المفقودين تحت الانقاض.
وليس بغريب أن تُستغل بعض الجهات والمنظمات الداعمة للكيان الصهيوني تلك الوقفة الطلابية التضامنية لكسب مزيد من التأييد الدولي؛ وتصويره بأنه في وسط غابة من العرب والمسلمين الراغبين في القضاء عليه؛ ولكن الغريب أن تنبري صحف وإقلام تدعي العروبة للهجوم على السلطنة وشعبها وقادتها وتصوير السياسة العمانية بأنها كانت هي الدافع وراء ما قام به أولئك الطلبة من هبة ووقفة تعاطفية مع أمثالهم من أطفال يتم قصفهم يوميا ، أو لغيرتهم على مسرى رسولنا الكريم الذي أمرنا بالتعاطف مع اخواننا المسلمين كحال الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وما يُثير التساؤل والدهشة أن تلك الأقلام ما تزال مصرة على ترديد نفس الأسطوانة المشروخة حول علاقة سلطنة عمان بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي هي بطبيعة الحال دولة مجاورة تربطها بعمان مصالح تاريخية وسياسية واقتصادية مشتركة؛ متناسين أو نسوا حاجتهم في فترات متفرقة لسلطنة عمان التي تحتفظ بعلاقات طيبة وحيادية مع جميع دول العالم؛ لتقريب وجهات النظر بينهم وبين الجمهورية الإسلامية الايرانية أو غيرها من دول تربطها بهذه السلطنة العريقة علاقات متينة أسستها السياسة العمانية على مبدأ احترام الدول وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وإن كان أولئك المأجورين بعيدين عن فهم تلك المعادلة العمانية الصعبة على عقولهم الصغيرة؛ فأقولها لهم بلغة عربية بسيطة بأن الشعب العماني وقيادته السياسية ومختلف مكوناته الاجتماعية وعلى رأسهم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- ومفتي عام السلطنة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي قد أعلنوها ومنذ اليوم الأول بأن سلطنة عمان تقف إلى جانب إخواننا الفلسطينيين لاستعادة حقهم المشروع؛ الذي اقرته الاتفاقيات الدولية؛ وبأن الحل الأمثل لهذا الصراع الدموي المستمر هو كسر تلك العزلة المفروضة على الشعب الفلسطيني واستعادة حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس؛ وحتى يتم ذلك سيستمر الدعم العماني واضحا جليا رغم تلك الهجمات التي تشنها تلك الصحف والأقلام المسمومة؛ وستستمر السياسة العمانية بنهجها الحكيم والمتفرد كدولة صديقة محبة للسلام والتعايش السلمي مع مختلف دول العالم.