الصحوة – بلقيس الهنداسية
“فإننا ندعوكم جميعًا إلى مبايعته على الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأن تكونوا له السند المتين والناصح الأمين.. وذلك لما توسمنا فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة” بهذه الكلمات النيّرة رُسمت طموحات باسقة، وخُطّت معالم مستقبل وطن وعزم شعب اتخذ من سماء عمان مسكناً لأحلامه، ومن صلب جبالها قوةً لأفعاله، ومن عمق بحارها اتساعًا لولائه وإخلاصه لتربه هذه الأرض وسلطانها المفدى الذي قال في جلّ خطاباته:” أبناء عمان المخلصين أبناء عمان الأوفياء”.
يأتي الحادي عشر من يناير من كل عام حاملًا معه مجد وعهد متجدد لقائد فذّ حكيم أكد بكل عزم أن الارتقاء بعمان والسمو بها هو واجب وطني وأمانة عظيمة تقع على عاتق الجميع، عاقدٌ عظيم آماله على أبناء شعبه الكرام عن طريق الاكتراث لأمرهم واشراكهم في بناء الوطن، والسعي نحو توفير حياة كريمة أكثر استقرارًا، جاعلاً “المواطن” محط اهتمامه ومبلغ عنايته في المرحلة القادمة ليصل الجميع لعمان التي نُريد.
من هذ المنطلق توالت المنجزات ورُسمت معالم خطة واضحة عنوانها “عمان ٢٠٤٠” ورؤيتها “من أجل عمان وأبناء عمان”، فالحادي عشر من يناير بات شاهدًا على عهودٍ أقرّها جلالته معاهدًا فيها الله وشعبه أنه لن يتوانى عن بذل كل ما هو متاح؛ من أجل بناء مستقبل زاهر لأبناء هذا الوطن العزيز، مسترشدًا برؤية عمان ٢٠٤٠ التي أشرف هو على وضع ركائزها ومحاورها التي تلخصت في” الإنسان والمجتمع”، “الاقتصاد والتنمية”، “الحوكمة والأداء المؤسسي”، و”البيئة المستدامة”.
فجلالته – أعزه الله – بذل جلّ جهوده من أجل تكوين مجتمع إنسانه مبدع متعلّم معتزّ بهويته وتراثه وثقافته، يخوض غمار المنافسة عالميًّا ببحثه العلمي وتعليمه المستدام وهويته الوطنية، وجاءت منظومة الحماية الاجتماعية خير ممثلٍ في هذا الجانب من أجل توفير حياة كريمة مستدامة لأكثر من مليون ونصف مواطن على هذه الأرض الطيبة.
وعلى صعيد آخر، تبوأت سلطنتنا الحبيبة في السنوات الأخيرة الماضية مراحل غير مسبوقة من الانتعاش الاقتصادي برغم ما يشهده العالم من تذبذب وتباطؤ في النمو الاقتصادي وارتفاع في مستويات التضخم، هذا الاقتصاد الذي اتسم بالتنوع المستدام والقائم على التقنية، والمعرفة، والابتكار، بقيادات وكفاءات اقتصادية متجددة تعمل بتفانٍ من أجل خلق سوق عمل جاذب ومواكب للاقتصاد العالمي؛ فالجهود التي بُذلت حققت نقطة فارقة في ارتفاع التصنيف الائتماني من قِبل الوكالات الدولية التي جاء على إثرها ارتفاع في إجمالي الاستثمار الأجنبي ليصل أكثر من ستين بالمائة، كما حُقَّقت أرقامًا ملحوظة في الفوائض المالية، ومعدلات الإيرادات العامة، والناتج المحلي الإجمالي، لاسيما انخفاض معدل التضخم مقارنةً بمعدلات التضخم العالمية.
لم يكن المضي في طريق المنجزات يسيرًا ممهدًا أمام جلالته؛ بل كان مَلِيئًا بالتحديات، ولكن بعزم قائدٍ وبوفاء شعبٍ تبدد كل أمر عصيب؛ من أجل تأسيس مرحلة أخرى من نهضة متجددة تواكب المتغيرات وتلبي طموحات وتطلعات الشعبٍ نحو عمان أكثر تطورًا وأمنًا ونماءً وازدهارًا.