العمانية – احتفت وزارة الإعلام وبالتعاون مع اللجنة الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 28 اليوم بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بتدشين الكتاب السنوي “عُمان الرؤية والمستقبل” لعام 2023.
وقال الدكتور محمد بن علي الهنائي رئيس فريق عمل كتاب “عُمان الرؤية والمستقبل” أنَّ الكتاب يقدم تلخيصًا معبّرًا عن التقدمِ الحضاريّ الذي تحققه سلطنة عُمان سنويًّا في مختلف المسارات الوطنيّة، حيث يُعدّ الكتاب منذ صدورِه عام 1979 شاهدًا على النقلات الحضارية والتنموية، وأرشيفًا موضوعيًّا لمراحل العمل الوطنيّ في سلطنة عُمانَ في شتّى المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.
ووضح أنَّ الكتاب يحظى بعناية كبيرة، وتحسينًا مستمرًا في المستويين التحريري والفني، والمتتبع للكتاب على مدى العقود الأربعة السابقة يلاحظ النقلات النوعية في المستوى التحريري والفني للكتاب، ويمثلُ مرآة تعكسُ المستويات المتقدمة التي تحققُها سلطنةُ عُمان في مختلفِ المجالات، حيث يرصد مؤشرات التقدم في القطاعاتِ الاستراتيجية، والمستهدفاتِ الوطنيّة بشكل سنويّ، بما يقدمُ صورة شاملة للمنجزِ الوطنيّ في مختلف المؤسسات الحكومية.
وبيّن أنَّ من خلال الكتاب يتم تقديم صورة موضوعية وشاملة تعبّر عن وتيرةِ الأعمالِ التنفيذيةِ في مختلفِ القطاعاتِ الوطنية، والتطوراتِ المتسارعةِ والمتلاحقةِ على أرضِ الواقع، بما يعظِّمُ صورةِ سلطنةِ عُمان الحضاريةِ والتنمويةِ في المحافلِ الإقليميةِ، وبما يحققُ الأهداف الوطنية لتعزيزِ القطاعاتِ السياحيةِ والاقتصاديةِ والاستثمارية.
وأضاف أنَّ الكتاب يصدر بخمس لغات عالمية، وهي (العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية)، الأمر الذي يمكِّنُ الكتاب من أن يجوب مختلف دول العالم، حاضرًا في سفارات سلطنة عُمان وقنصلياتها، فضلًا عن المعارض والمهرجانات الدولية، كما أنَّه متاح للاطلاعِ والتنزيلِ بالصيغةِ الرقميةِ في موقعِ وزارةِ الإعلامِ باللغاتِ المختلفة.
تضمن الاحتفاء عقد جلسة حوارية مع مجموعة من الإعلاميين الذين قاموا بالعمل على إعداده خلال السنوات الماضية، وهم محمد بن أحمد الشيزاوي، وصالح بن هلال الخليلي، وخلفان بن حمد الزيدي، وبإدارة من الدكتور خالد بن راشد العدوي، وناقشت جملة من المحاور بما فيها مضامين كتاب عُمان السنوي، والقيمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للكتاب والثراء المعرفي السنوي اقتصاديًّا، مرورًا بما بين سطور وصفحات هذا الكتاب التوثيقي، ومسار تطوره منذ عام 1979 وحتى 2023، والجوانب الفنية والإخراجية التي يعتمدها الكتاب في جانبيه الورقي والمرئي، وإسهام الجهات المعنية في رفده بالموضوعات والأفكار اللازمة، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها الفريق في العمل على هذا الكتاب خاصة في التعامل مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، وركزت الجلسة على تاريخ الكتاب وإسهاماته في التوثيق لتاريخ سلطنة عُمان الحديث مرورًا بالبدايات والتطوير، ومراحل الإعداد منذ السنة من إصداره، ومستقبل الكتاب وسبل تطويره لتحقيق رؤية عُمان 2040.
يضم الكتاب في عدده الجديد أبوابًا متعددة وهي “هيثم القائد”، و”رؤية عُمان 2040.. وضوح التوجهات وتصاعد وتيرة الأعمال التنفيذية”، “وعُمان.. الأرض والإنسان وعراقة التاريخ واستراتيجية الموقع”، و”مؤسسات عصرية ـ تجسّد طموحات الرؤية المستقبلية”، و”التسامح.. نهج ثابت وثقافة متأصلة في المجتمع العماني”، و”منظومة قضائية موحدة تحقق معايير العدالة والنزاهة والشفافية”، و”ثوابت ومبادئ راسخة تعزز روابط الصداقة والحوار”، بالإضافة إلى أبواب “مجلس عُمان.. صلاحيات تشريعية ورقابية تعزز نهج الشورى العمانية”، و”سواعد أمينة تصون منجزات الوطن وتسهر على أمنه واستقراره”، و”الإعلام العماني.. مرآة صادقة ورسالة متزنة”، و”تنمية مستدامة.. برؤية مستقبلية طموحة”، والتراث والثقافة والفنون.. نوافذ لوجه عُمان الحضاري”، و”الاقتصاد العُماني آفاق جديدة من النمو المستدام”، وأخيرًا “مرافق حديثة وبيئة نقية”.
يقدم الكتاب رحلة التنمية والازدهار للنهضة المتجددة والعهد السعيد تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله ورعاه- والمتمثلة في تعزيز مكانة الدولة العصرية في المجالات الحضارية والاقتصادية، وشراكة المواطن العُماني الفاعلة في رحلة التنمية الشاملة، ونظرة على التقدم الذي حققته سلطنة عُمان في عهدها الميمون، مركزًا على مسارات النهضة العُمانية المستمرة، والإسهامات البارزة في شتى الميادين.
ويبرز الكتاب التناغم والتكامل بين مؤسسات الحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، الذي انعكست نتائجه في إنجازات ملموسة على مختلف الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، حيث شهدت سلطنة عُمان تقدمًا ملحوظًا في أدائها الوطني خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
ويتتبع الكتاب أثر الإجراءات المتخذة في ضبط الأوضاع المالية مدعومة بتحسـن أسـعار النفط خـلال عـام 2023م، وتحقيق فوائض مالية مع تعزيز الإنفاق الاجتماعي والاقتصادي، وخفض الدين العام، والتركيز على الإجراءات الحكومية التي تحسن التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان ونظرتها المستقبلية.