الصحوة – أسماء بنت سليمان الشحية
إن الذين يبحثون عن الراحة في مكان ما يتسم بالهدوء مخطئون، فالهدوء لا يريح صاحبه، متعب له أكثر إرهاقا للأعصاب والعقل من الضجيج، الراحة أن تجد هدفا يشغلك ويحرك كل شيء فيك للتقدم للإبداع والخروج من منطقة الراحة أمر جميل في حالة وجدت شغفك فأنت هنا قد وجدت سبيلا للخروج من منطقة الجمود والعمل على التغيير العمل على إيجاد نفسك، وهدفك ،إصرارك، عزيمتك من أجل أن تثبت من أنت، إثبات أنك قادر ولديك أفكار تستطيع ترجمتها وصياغتها لتكون الأفضل.
روتيني ممل ورتيب وأن أتقبل شخصيتي على ما هي عليه أمر متعب جدًا ، فلا شغف يحركني فقط أجلس في مكتبي أؤدي مهام وظيفتي حسب ما يملي علي وأرى كل من حولي يحاول إثبات ذاته وأقول بداخلي ما الفائدة ،، الرتابة تحيط بي متعب ذلك الوضع، لا يتغير شيئ فلماذا أرهق القناعة التي بداخلي! هذه إمكانياتي وهذا قدري هذه حدود رغباتي.
أصل يوميا إلى عملي متثاقله وفكري يقنعني أنه لا بد أن أحدث تغييرا وأجرب شيئا جديدا شيئا يشعرني بالتجديد والبعث من تحت الركام وأنفض الغبار لأغير الأفكار القديمه وأزيح الأفكار التي أقنعت نفسي بها سابقا أنه لا مجال للتقدم فقد خارت قوانا وليس هناك من فرصة أو مساحة لصناعة الأفضل والأجمل حاولت إزاحة تلك الفكرة السوداوية وظللت أحدث نقسي كثيرا ما المانع من إيجاد فرصة للتجديد، قمت بتغيير البرودكاست التي أسمعها ونوعية الكتب التي أقرأها و طريقة حديثي مع نفسي التي كنت دائما أقنعها بأنه لا مجال،،أحدثت لغة حوار جديدة مع ذاتي وبأن حدودي لمساحة معينة لايمكن أن تمتد لأبعد منا أتخيل وأتصور، أفكار عديدة كنت قد ركنتها سابقا على أعلى رف في الأمنيات لأنني أقتنعت واقنعت من حولي بأنها ليست لي، وبأن فرصتي لم تعد سانحة لاستغلالها ولا يوجد لدي الشغف والطموح لأن أكون إلا كما أنا الآن ، ولكن أحيانا تأتيك شرارة تدفعك لتتلمس واقعا أجمل وتغيير لغة التفاهم مع النفس والقول أنا أستطيع لأن لدي إمكانيات وأدوات أستطيع استغلالها وتبديل الواقع الرتيب والممل بواقع أفضل بكثير مما عليه أنا و الخروج من منطقة الراحه يشجعك على الإنخراط في مهام وأفكار جديده.
كل من حولي تحركهم هممهم ،،شغفهم ورغبتهم في التغيير وأنا لست بأقل منهم أجحفت بحق نفسي كثيرا ولم أمنحها ما تستحقه فعلا، عندما تظلم نفسك بانتقاصك لها بعدم بذل الجهد وبالتالي تضييع الفرص وتفقد شعلتك ويضعك الآخرين ضمن إطار من لا يستحق شيئا لأنه كان خطأنا فلم نسوق لنفسنا ولا نبرز قدراتنا ولا مواهبنا أخترت الراحة وعدم إبراز مكامن القوة التي تركتها معطله لسنوات حتى كدت أقتنع أنني لا أمتلكها
عندما نترك منطقة الراحه و التعطيل للإبداع والتفكير المنطقي تتاح لنا الفرص في تعلم كيفية التعامل مع مهمة أو روتين وهذا يعزز فينا الإنتاجيه لأنه يجعلنا في تحفيز دائم لأنفسنا للتعلم والممارسه نكسب مهارات لا حدود لها وذلك يعتبر تحدي جميل راق لي،، فبمجرد مغادرتي لسفينتي المريحه أتيحت لي فرصا كثيرة وبدأت أستغلها وكلفت بتحمل مسؤولية وأدوار قيادية عززت بداخلي الثقة وجعلتني شخصا متأهلا.
وبذلك تعلمت أن الأحلام قابله للتحقيق وأنك من يتحكم في ذلك وما نفكر فيه نجده..فهي طاقة تأتي إلينا حينما نثق بأنها لنا وليست حكرا على غيرنا.