الصحوة – نصر بن منصور الحضرمي
عندما غادر الجميع القاعة وبقيت وحيدًا، ولم يبقَ إلا عدد قليل من موظفيشركة تنظيم الحفل، يعملون على جمع الأجهزة الصوتية التي ألهمت الحضوروالمشاركين بخطبها الرائعة. وأنا واقف هنا أستمع إلى همس الصمت الذياجتاح قاعة الكريستال في فندق جراند ملينيوم مسقط بعد انتهاء مؤتمرديتاك عمان ٢٠٢٤.
ساد هدوء مرعب جعلني أشفق على تلك الجدران التي تبدو الآن ميتة، بعد أنكانت ترقص وتتألق بسحر خطابات المتحدثين. هذا الصمت المرعب حول القاعةإلى ليلة حزينة معتمة، يبدو وكأنها نقلت من جراند ملينيوم إلى أحد أبوابالزمكان المظلمة. ومن حق القاعة أن تحزن..!!!!
لقد كانت يومين مليئين بالحماس والتحفيز، رقصت فيها قاعة الكريستال معأصوات الخطب من جميع أنحاء العالم، وغمرتنا روح التفاؤل والعزيمة. مرالوقت بسرعة، وصنعنا ذكريات جديدة في عالمنا. شاركنا فيها الجد والمرحوالفكاهة، تعلمنا واستفدنا من خبراء متميزين، قادة ومتحدثين أمتعوا أذهانناوقلوبنا. امتدت أيدينا لتكوين صداقات جديدة وروابط قوية مع الأشخاصالذين التقينا بهم في هذا الحدث.
ولم تغب الابتسامات والضحكات عن وجوهنا طوال الـ ٤٨ ساعة المذهلة.
كانت قاعة الكريستال شاهدة على كل هذا، ومن حقها أن تشعر بالأسىوالحزن لانتهاء مؤتمر ديتاك عمان ٢٠٢٤. إنها أحزان تنبع من الفراق، فقدودَّعنا أصدقاء جدد وأجواء مليئة بالتحفيز والتعلم.
والآن، وأنا أنظر إلى القاعة الكريستالية الخالية، أشعر بمزيج من الحنينوالامتنان. حنين لليومين الجميلين اللذان مرا بسرعة وتمنيت لو امتدت الى ٣ايام ، وامتنان لفرصة المشاركة في تلك التجربة الفريدة والمثيرة. فقد أغنتنيهذه التجربة بخبرات ومعارف جديدة . وقد فتحت آفاقًا اخرى أمامي، وزادتعمقًا في روابط الأخوة والصداقة مع الأشخاص الذين كنت أعرفهم والذينشاركونا المتعة في هذا المؤتمر.
في النهاية، يبقى الحزن الذي يعتري القاعة الكريستالية تذكيرًا بأن اللحظاتالجميلة والتجارب الفريدة قد تنتهي، ولكن يبقى لدينا القدرة على الاحتفاظبالذكريات والعبرة التي خلفها هذا الحدث. وعلى الرغم من أن القاعة قدتعتريها الحزن، إلا أنها أيضًا تشهد على الفرح والتأثير الذي أحدثه ديتاكعمان ٢٠٢٤ في قلوبنا.
وسيبقى لدينا الشغف والرغبة في مواصلة النمو والتعلم، وتبادل المعرفةوالتجارب مع الآخرين. فعلى الرغم من انتهاء هذا الحدث، فإننا نحمل معناالحماس والإلهام لاستكشاف المستقبل وقهر التحديات التي تواجهنا. لقد أثرهذا المؤتمر بشكل كبير على حياتنا، فهو ليس مجرد حدث عابر، بل هو رحلةتحولت إلى ذكرى تعزز فينا الرغبة في التطور والنمو الشخصي.
أشعر بالامتنان العميق لتلك اللحظات المميزة والأشخاص الذين التقيتهم. وللأخ العزيز فائز المعمري الذي لم يؤلي جهدا ابدا في تحفيزنا وتشجيعناعلى المشاركة ولو حضورا فقط. وفوق ذلك، أدرك أن القاعة الكريستالية لنتبقى خالية إلى الأبد، مستقبلًا ستعود لتستضيف حفلات وأحداث جديدة،وستتحول مرة أخرى إلى مكان يعج بالحياة والابتسامات والتجارب الرائعة.