الصحوة – نصر بن منصور الحضرمي
في بطن الجبال الشامخة، تختبئ قرية مدهشة تستحق الزيارة. وُكان .. القرية الحالمة، تتوسط سلسلة من القمم العالية، مُحتضَنةً بين ذراعي الطبيعة الخصبة. فعند الوصول إليها، يشعر المرء وكأنه قد عاد إلى زمن آخر، بعيدًا عن ضجيج المدينة وإرهاق الحياة اليومية.
الطريق إلى هذه القرية مغامرة في حد ذاتها، إذ يرتفع تدريجيًا حتى يصل إلى ارتفاع يزيد عن 1500 متر فوق سطح البحر. وخلال هذه الرحلة، تنفتح أمام الزائر آفاق رحبة من الجمال الطبيعي. فالجبال الشامخة تحيط بالقرية من كل جانب، وأشجار المشمش تزينها أزهارها البيضاء في شهر فبراير من كل عام، وكأنها عروس جميلة تستعد للدخول إلى عالم جديد.
عند الوصول إلى القرية، تشعر أن الزمن قد توقف. فالممرات الضيقة المغطاة بأشجار الرمان والمتداخلة والمتلاصقة مع نوافذ البيوت تنقلك إلى عصر آخر. وما إن تقابل أحد أهالي القرية، بلحيته البيضاء وابتسامته الصادقة، حتى تشعر بالأمان والسلام. فتترك ضغوط الحياة وراءك وتنعم بلحظات من الهدوء النفسي.
وكلما ارتقيت في الممرات والأدراج المؤدية إلى منبع الفلج، يزداد إحساسك بالاسترخاء والانفصال عن العالم. فصوت الماء الرقراق المتدفق والطيور المغردة تنشر السكينة والطمأنينة في النفس. وعندما تصل إلى أعلى النقطة، تشرف على القرية بأكملها، فتبدو أجمل بكثير مما كانت عليه في بداية الرحلة.
حتى لحظات الغروب في وكان.. القرية الحالمة تبدو ساحرة. ضحكات الأطفال تصدح في زوايا القرية، ويتردد صداها بين الجبال العالية ترافق الشمس، وهي تختفي خلف القمم الشاهقة، وتبعث بآخر شعاع منها لتصافحك مودعة، وكأنها تقول إني أغيب من هنا لأشرق هناك ، كما هي حياتك قد تشرق في مكان آخر، فلا بد أن تفتش عنه بعناية لكي لا تنطفئ أنوار همتك وعزيمتك.
إنها قرية الأحلام بحق، حيث يمكن للزائر أن ينسى همومه ويستعيد توازنه النفسي. فالطبيعة الخلابة والهدوء السائد هناك يمنحان الراحة والاسترخاء التي يفتقدها الإنسان في عالم اليوم المليء بالضغوط والإرهاق.
واستبشرت القرية وأهلها بتوجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بوضع خطة زمنية لتطوير قرية وكان، تحمل في طياتها فرصة كبيرة لتعزيز جاذبية هذه القرية وجعلها أكثر جاذبية للسياح والزائرين.
ولكن من المهم أن تتضمن الخطة الزمنية مجموعة من الإجراءات والمشاريع التنموية التي تستهدف تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية في القرية، والقرى المجاورة كقرية حدش وقرية القورة وقرية الهجار مثل:
1. تحسين البنية التحتية للطرق والمرافق العامة لضمان وصول سهل وسلس للقرى.
2. إنشاء مرافق سياحية متنوعة كالفنادق والمطاعم والمتاحف لتلبية احتياجات السياح.
3. تطوير المناطق الترفيهية كالحدائق والمتنزهات لتعزيز تجربة الزائر.
4. الاهتمام بالحفاظ على الطابع التراثي والثقافي للقرية وإبرازه كجزء من تجربة السياحة.
5. تنفيذ حملات ترويجية وتسويقية للقرية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
إن تنفيذ مثل هذه المشاريع بشكل منظم ومتسق واحترافي سيكون له أثر إيجابي كبير على جاذبية القرية وزيادة أعداد السياح القادمين إليها، مما ينعكس على تطوير المجتمع المحلي واقتصاد المنطقة ككل. أتمنى أن تحقق هذه الخطة الأهداف المرجوة منها.