الصحوة – وائل الوائلي
في عام 2019، انطلق فريق Dream Team Explorers في مغامرة برية من سلطنة عُمان إلى تنزانيا مرورًا بثماني دول، مؤسسًا بذلك فريقًا يسعى إلى توثيق الروابط التاريخية والاجتماعية بين عمان ودول شرق إفريقيا. بقيادة ناصر بن خالد السالمي، مؤسس الفريق، والذي تخوض “الصحوة” معه حوارًا شيقًا للتعرف أكثر على حكاية هذا الفريق.
في بداية حديث ناصر السالمي يخبرنا بأن فريق Dream Team Explorers يسعى إلى نشر رسالة السلام وإبراز المناطق السياحية في المناطق التي يزورها.
ويضيف السالمي: “يحمل الفريق على عاتقه مهمة تعزيز العلاقات الاجتماعية والتاريخية بين العمانيين ودول شرق إفريقيا، مستلهمين خطى الأجداد الذين ارتحلوا وتعايشوا مع تلك البلاد. ويعكس الفريق رسالة السلام التي كانت ولا تزال هدف العمانيين منذ القدم، إلى جانب تعريف العالم بالثقافة والتراث العماني”.
ومما لا يخفى على الجميع في عام 2022، شهدت العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان وجمهورية تنزانيا المتحدة صفحة جديدة من التعاون والتواصل، مع زيارة فخامة الرئيسة سامية صولوحو حسن إلى سلطنة عُمان، تلاها زيارة رسمية من دولة الدكتور حسين علي مويني، رئيس زنجبار. كانت هذه الزيارات تهدف إلى توطيد العلاقات العريقة والروابط الثقافية الممتدة بين البلدين، وتعزيز التعاون القائم في مختلف المجالات.
وعن أهداف الفريق يسرد لنا ناصر السالمي تلك الأهداف السامية للفريق فيقول:
نهدف لأن يكون الفريق سفيرًا عمانيًّا في الحل والترحال إذ يمثل الفريق سلطنة عمان في جميع رحلاته، ناشرًا اسمها وتراثها في مختلف بقاع العالم.
كما نهدف إلى استكشاف جمال الطبيعة والتنقل بين الدول للتدبر والتأمل في أرض الله الواسعة.
إلى جانب بناء جسور ثقافية جديدة من خلال لقاءات الفريق وأعضائه مع المجتمعات المحلية في الدول التي يزورها.
وخاض الفريق منذ تأسيسه العديد من الرحلات لتحقيق رسالته وأهدافه، ومن أبرزها يحدثنا عنها ناصر السالمي:
– الرحلة البرية: ابتدأت من عمان مرورًا بثماني دول وصولًا إلى تنزانيا.
– جزيرة زنجبار وبيمبا: رحلة إلى هذه الجزر الخلابة لاستكشاف طبيعتها وتاريخها.
– جنوب تنزانيا: رحلة استكشافية بدعوة كريمة من وزارة السياحة التنزانية، للتعرف على المحميات الطبيعية والثقافة المحلية.
ونستوقف ناصر ليحدثنا عن رحلة جنوب تنزانيا، فيقول:
“استجابة لدعوة كريمة من حكومة تنزانيا، انطلق الفريق في رحلة استكشافية إلى جنوب تنزانيا لاستكشاف الأماكن السياحية والمحميات الطبيعية والتعرف على العادات والتقاليد المحلية. واستغرق التحضير لهذه الرحلة ستة أشهر من التنسيق اللوجستي، بما في ذلك شحن السيارات وتخليص الإجراءات الجمركية”.
ويضيف بأن أبرز المحطات خلال تلك الرحلة تمثلت في: المحميات الطبيعية: مثل ميكومي ورواحة، التي أبهرت الفريق بجمالها الطبيعي وحياتها البرية. إلى جانب استمتاع الفريق بالمشي الجبلي ورؤية الشلالات الرائعة.
أما عن المدهش في رحلة تنزانيا فيقول ناصر: “إن الاقتراب من تجسيد العلاقات العُمانية مع شرق أفريقيا المتجذرة في عمق التاريخ والتي انعكست على انتشار العادات والتقاليد العمانية في جنوب تنزانيا، حيث يظهر اللباس العماني التقليدي بين السكان كتأكيد على عمق الروابط التاريخية إلى جانب ما يتمتع به أهالي تنزانيا من كرم الضيافة وحسن التعامل والاستقبال حالهم كحال العُمانيين بعاداتهم وتقاليدهم. كما أن الاستثمارات التجارية العمانية الواسعة في تنزانيا تفتح آفاقاً جديدة للتنمية المشتركة، مما يدفع نحو مزيد من النمو والازدهار للبلدين”.
وخلال الرحلة إلى جنوب تنزانيا أقيم للفريق أمسية ثقافية مع بعض العائلات التنزانية ذات الأصول العربية. وزيارة المجتمعات المحلية مثل قبائل البلوش التنزانيين وشعب الماساي. والتفاعل مع القبائل حول البحيرات والشلالات، وتعرف الفريق على طرق العيش التقليدية لهذه القبائل.
ويستمتع السالمي بحديثه عن لحظات لا تُنسى خلال تلك الرحلة المميزة بدءًا من الاستقبال الشعبي في المطار. إلى جانب التحديات والصعاب التي لا تخلو منها كل رحلة رغم التحضيرات العالية من مثل تعطل السيارة في الغابة لتكون ضمن اللحظات الفريدة والتي تظهر التعاون بين أفراد الفريق وقت الأزمات.
ويلفت ناصر انتباهنا إلى أن للفريق خططًا مستقبليّةً تتمثل في مواصلة استكشاف تنزانيا والتوجه إلى جنوب إفريقيا في رحلاته القادمة.
وينصح ناصر كل من يود خوض غمار التجارب الاستكشافية الفريدة بأن يأخذ المعلومات من أهل التجربة، والتنسيق المسبق بفترة كافية للرحلة، واختيار الصحبة المناسبة والاستعداد لكافة الاحتمالات.
وبذلك يستمر فريق Dream Team Explorers في كتابة فصل جديد من قصص المغامرة والاكتشاف، ممثلين سلطنة عُمان الحبيبة في كل خطوة، ناشرين رسالة السلام والثقافة العمانيَّة بين شعوب العالم.