الصحوة – د. خديجة الشحية
من الأمور اللافتة للعيان انسحابات الطلبة من المؤسسات الأكاديمية قبل إنهاء السنة التأسيسية ونفورهم من مقاعد الدراسة وعدم رغبتهم في تكملة الدراسة, هل هي ظاهرة طبيعية لأن وضع الدراسة اختلف عليهم من موقع و مقررات ومحاضرين وضغط لما يعتادوا عليه..!! أم أنها ظاهرة تستحق الدراسة ومتابعتها لمعرفة ما وراء تلك الانسحابات الكثيرة والمتكررة ليخسر أولئك الطلبة فرصهم الدراسية في المنح التي أستحقوها عن جدارة من خلال معدلاتهم التي اجتهدوا لتحصيلها…
إذا كانت ظاهرة طبيعية من المفروض إحتواء أولئك الطلبة قبل الشروع بالانسحاب الكلي وخسارة مقاعدهم المستحقة،والجلوس معهم وتذليل الصعوبات والعقبات التي تواجههم وربط همزة الوصل بينهم وبين المحاضرين الذي يقومون بتدريسهم وتهيأة أجواء من الألفة والمودة بينهم وتبسيط آلية الدراسة بكل السبل المتاحة لتتغير الفكرة السائدة عند الطلبة بأن أستاذ المادة الفلانية غير متفهم ويتسم بالقساوة،وفكره ضيق لايتحمل النقاش..وجل همه أن ينجز المقرر بدون مراعاة تواجد الطلبة على مقاعدهم وارتياحهم لشرحه وتعامله، من هذا المدخل ستكون هناك فرصة أخرى لأبنائنا الطلبة بالعودة مجددا لمقاعدهم التي تنتظرهم،،
الحقل التعليمي ليس فقط نظام تدريسي وأستاذ متزمت،ومقررات يجب أن تدرس،الإحتواء لهولاء الطلبة مهم وأهم من كل ما تقوم به الهيئة التدريسية في السلك الأكاديمي،،عمليةالاستعراض وإبراز القوة والتسلط والقوة على طلبة لايزالون بحاجة لتناغم بينهم وبين مؤسساتهم وبينهم وبين مقرراتهم الدراسية..ضروري جدا ومهم لتسير رحلة الدراسة بشكلها الطبيعي دون اخفاقات ومنغصات للطلبة،
يجب على الإدارات العليا في أي مؤسسة أن تشمل برعايتها هؤلاء الصغار الذين غادروا مقاعدهم مكرهين وهما الذين قد رسموا طريقهم وخططوا لنيل الشهادات العليا وبناء مستقبل قد أختاروه بتخصصاتهم المحببة وآمالهم للحصول على أفضل الفرص الوظيفية بعد التخرج،،
ما فائدة كل تلك المؤتمرات والورش التدريبية وحلقات العمل التي تعقدها مؤسساتنا لرفع جودة التعليم والطالب في نفور مستمر وانسحابات تتكرر سواء بالسنة التأسيسية أو في السنوات المتقدمة،. من الأولى أن تخصص ورش تدريبية للطواقم التدريسية في كيفية التعامل مع الطلبة وترغيبهم في الدراسة في السنة الأولى وتزويدهم بجرعات تثقيفية وإحداث التغيير الجذري في نفسية الطالب قبل أن يدخل في جو الدراسة على أن تكون بشكل متواصل ومستمر..للأسف الإدارات المختصة في شؤون الطلبة دورها غير مفعل ونتفاجيء بكمية احباطات وحالة نفسية يدخل فيها الطالب ولا يستثمر المحاضر جهده في جذب الطلبة لجو الدراسةوإيجاد وقت للجلوس مع أولئك الطلبة الذين لم تعد فكرة التعليم مهمة ، ولم تعد فكرة الإكمال تشغل بالهم واهتمامهم وينتهجوا طريقا آخر مغاير بالبحث عن وظيفة دنيا على مؤهل الدبلوم العام براتب وقدره لا يصمد إسبوعا واحدا مع متطلبات الحياة وغلاء المعيشة ،هل هذا ما كنا نرتضيه لأبناءنا بشهادة غير جامعية وراتب عامل بسيط.
إذا كان الاهتمام لمؤسساتنا الأكاديمية سيكون في الاستثمار المادي وغير البشري..فلا أظن سيكون لدينا كفاءات تعليمية على المدى البعيد. سلطنة عمان بلد الكفاءات والمفكرين وحصد الشهادات والخبرات والتميز،لا يجدي ذلك التهميش لتلك الشريحة وتشريع الأبواب لها بمغادرة كلياتها وتخصصاتها..نحن بحاجة لأن يكون أبناء الوطن متعلمين بشهادات عليا..لانريد لفئة الشهادات الدنيا أن يتكاثرون يوما بعد يوم..وسببه التنفير من القائمين على التدريس وعدم السماح لهم بدخول غرف المحاضرات بسبب إخفاق الطلبة بمعدلاتهم،ومحاولة إيجاد مساحة حوار بين الأساتذة والطلبة من المهم والضروري .عوضا عن كثرة الانسحابات المؤسفة .